في مقابلة فريدة من نوعها ولأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية، يخرج مسئول رفيع المستوى يتحدث ويطرح عليه أسئلة فيها الكثير من الحساب عن فترة توليه ولاية العهد وكيف استطاع ذلك الشاب بالرد بالحجج والأرقام والمشاريع عن رؤية المملكة، وماهي الإنجازات التي تمت خلال خمسة سنوات الماضية وماهي التوجهات القادمة وكيف ستكون المملكة خلال العشرة سنوات القادمة.
لقد كتبت في مقالاتي السابقة التي استمرت عبر عشرين سنة، أذكر فيها بأن أي دولة تريد التقدم والازدهار يجب أن تكون لديها رؤية طويلة المدى توضع من خلال أصحاب الخبرات العالمية وقد ذكرت أمثلة ناجحة مثل سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية وروندا والكثير من الدول التي كانت تواجه تحديات صعبة ولكن استطاعت أن تنهض وتكون من الدول الرائدة.
نعم الآن نحن نتطلع إلى ولادة دولة عملاقة سوف تكون في صفوف العالم المتحضر بقيادة شابة واعدة يمثلها سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة السعودية.
اليوم تعيش المملكة في أجواء صحية شفافة استطاع أن يقضي فيها على المحسوبية والرشوة وسرقة المال العام الذي تكلمت عنه في كتاباتي أنا وكثير من شرفاء بلادنا منذ سنوات ولا حياة لمن تنادي.
اليوم نرى وجه آخر للمملكة الحديثة، مملكة مبنية على أسس علمية نظامها يتواكب مع منهجها الإسلامي والنظام العالمي الذي لا يتعارض مع قيمنا الإسلامية.
الان المسئول يتم تعيينه بناء على أسس مدروسة ليس لها علاقة بالمحسوبية وبالعلاقات مع أصحاب النفوذ ، من يثبت جدارته يبقى ومن لا يثبت غير ذلك يكون مصيره منزله،
بكل صدق وأمانة كان اللقاء مبدع وقد يكون الأول من نوعه أن يجلس مسئول كبير ليس فقط في المملكة إنما في العالم العربي يطرح ويشرح ويدافع عن الخطط القادمة .
نحن نتمنى من العالم العربي أن يكون الأمير محمد مثال لجميع القيادات العربية، لا يوجد مسئول يتحدث على الهواء مباشرة لمدة تسعين دقيقة بدون ورقة، ولم يتعلثم ولم يتردد في الرد على أي سؤال وتحدث عن مائة وتسعين رقم، لم يخطأ في شيء. تحدث عن كل القطاعات وكأنه وزيرها المباشر لا أعتقد بأن هناك قيادي عربي لديه كل هذه الإمكانيات المبهرة في فن القيادة.
لم نشهد في عالمنا العربي من وضع الدولة في المقام الأول وعلى حساب أقرب الناس له، فقد بدأ بهم وحاسب القريب قبل البعيد ولا أحد فوق الدولة .
ابو سلمان ذلك القيادي الفريد من نوعه له كارهين وحاقدين كثر، ولكن بهذا اللقاء المتميز أسكت الجميع وأثبت أنه كفؤ في هذا المنصب وأكثر ، فلا نملك غير الدعاء لبلاد الحرمين الشريفين بأن يحفظها من كل شر كما ندعو للأمير الشاب أبو سلمان أن يرزقه بالبطانه الصالحة لتحقيق كل الأهداف السامية السموحة التي رفعت رأس كل مواطن سعودي، وكما قال السعودي لا يخاف غير من الله.
بقلم 🖋️ د .اسامه جمال التركي