تتعالى الاصوات بالشجب والاستنكار، وتكال التهم على دولة الامارات التي اعلنت تطبيعها مع اسرائيل، اعتبر هذا الاجراء خرقا للمعاهدات والأعراف الضمنية والمبادئ التي اعلنتها وتكررها الدول والجامعة العربية، وتصرف غير مسؤول قامت به الامارات لأنها تخلت عن الفلسطينيين وفلسطين.
هذا ربما انه صحيح في وجهة نظر البعض الذين تخفى عليهم بعض الامور وحديثي المعرفة بدسائسنا لبعض،لكن لنستعرض المسيرة والسياسة والنهج الذي اتخذته الدول العربية لهذا الاحتلال الغاشم لفلسطين وما عملته ضد هذا الاحتلال.
بعض الفلسطينيين أنفسهم هم من باعوا أملاكهم ومزارعهم وبيوتهم لمن أتى من اليهود لقاء سعر مغر وقتها.
قامت حرب 48 وكان قائد الجيش الاردني الذي تلقى الدعم من الدول العربية المشاركة رجل بريطاني هو: جلوب باشا (لقبه العرب: أبو حنيك) حيث استعمل العرب ككمبارس لتمثيلية المقاومة وطرد الاحتلال والنتيجة تدريب فقط للجيش اليهودي.
استمرت اسرائيل في التعليم والتسلح والتدريب والتوسع فهزمت مصر في سنة 67 عند استعداد عبدالناصر لشن حرب عليها، واحتلت سيناء وأقامت خط برليف، بعدها قام الملك فيصل رحمه الله والسادات والأسد (الذي كان يلعب على الحبلين) بحرب عام 1973 الذي تجلت فيها دهاء وحنكة الملك فيصل وقوة الجيش المصري بتحطيم خط برليف وعاد جزء كبير من سيناء وانتصر العرب في جنوب اسرائيل، وتقهقر الاسد عن الجولان .
استخدم الملك فيصل البترول كسلاح وهدد بقطعه عن الغرب فحقد الغرب على العرب وأخذوا يدبرون المكائد والمؤامرات وقتل الملك فيصل شهيدا بيد ابن اخيه؛ الذين دربوه وخططوا له وساندوه.
أقام السادات صلحا مع إسرائيل (كامب ديفيد) في عهد الرئس الامريكي جيمي كارتر واسترد أراضيه وطالب بحدود 67 للفلسطينيين وبالقدس العربية للعرب، ووافقت اسرائيل ورفض العرب فمضى باتفاقه معهم غير آبه بالشعارات والقوميات والعنتريات العربية فعاشت مصر واراضيها في سلام، وبقي العنتريون العرب والفلسطينيين يقاطعون مصر ويرفعون الشعارات والشجب والاستنكار ولم يقدموا شيئا لا الفلسطينيون لفلسطينهم ولا العرب بتقدمهم واعداد العدة واسترجاع القدس التي يتغنون بها (اي لا بشعاراتهم ولا بأسلحتهم).
العرب يتحاربون ويتقاتلون بينهم وينفذون خطط دبرت لهم من الغرب واسرائيل فاصبحوا من ضعف الى تردي، وما ذلك إلا بسبب الشعارات والعنتريات والشجب والاستنكار دون عمل أي شيء يستحق، أو تطور يذكر، حتى أصبح ليس لنا إلا الصياح والنواح، واسرائيل تمضي في بناء المستوطنات والتوسع.واكتفت الاردن شرهم باتفاقية وادي عربه.
لو سلمنا جدلا بخطأ الامارات؛ فماذا أنتم فاعلون يامن تشجبون وتستنكرون؟
والله لو تقدمتم خطوة واحدة نحو القدس لتكونن الامارات أسبقكم رجالا ومالا وسلاحا لكنكم تجعجعون في مراقدكم وتتاجرون بقضية لتزيدوا في رفاهكم.
ما قامت به الامارات يجب ان يكون خطوه نحو العقلانية لوقف الاستيطان أولا وابرام صلح بربع حدود 67 افضل من لاشيء وتفوت وتضيع كل الفرص، والدول العربية والخليجية خاصة ان لم تفعل ما فعلته الامارات سيكون خطأه اكبر من خطئهم مع السادات.
مثل سوري يقول: (شيء منه ولا كله).
نعم لوقف الدسائس والمؤامرات، نعم لوقف الشر، نعم للسلام، نعم لوقف الأطماع والتكالب على الخليج والعرب من الشرق والشمال والجنوب، إنه امر حتمي لاكتفاء الشر واستعادة الأنفاس، وترميم البيت العربي من الداخل وتعتبر هدنة ومهادنة حتى تتغير الامور، ولعلنا نتفق مع اليهود كما اتفق معهم الرسول أيام ضعفه وقوتهم وقبول التعايش معهم حتى دخل في الاسلام بعضهم وقويت شوكة الاسلام وخانوا ونقضوا العهد فطردهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا لمن يستشهد بالآيات ويحرض دون وعي لا بحقيقة الآمر حاليا ولا بفهم الاسلام وحقيقته ولاباستراتيجية الدول.
إنها خطوة حرة من بلد مستقل وقيادة حرة تستشرف المستقبل وتقدر الأوضاع، ومن هنا تستطيع الامارات ودول الخليج التي نأمل أن تحذوا حذوها بأسرع وقت ممكن ليتمكنوا من التفاوض ووقف الاستيطان وايقاف التهجير، وليكن لها وزن وكلمة أمام اليهود وأمام العالم بأننا قبلنا الصلح والسلام وليكن العالم معنا وشاهدا لنا أننا نسعى لذلك، ونستفيد منهم ونقبل التعايش معهم أفضل من الانغلاق على أنفسنا دون عمل شيء أو تحقيق شيء يذكر، واليهود أبناء عمومة ومن المسلمين فأبونا ابراهيم وهو سمانا وسماهم المسلمين، وأعداؤنا هم صهاينة المسلمين سواء منهم من هو على شريعة موسى عليه السلام (اليهود) أو من يدعي أنه من المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم ويدعون الحرص علينا وعلى الاسلام ويخفون لنا ولبلادنا العداء، فعدو عاقل خير من صديق جاهل. عدو نتصالح معه ونكتفي شره ويفيدنا خير من صديق يتربص بنا.