عندما قرأت أسم " شمس المعارف" وكيف أنه يتصدر "الترند" في تويتر هذه الأيام تبادر إلى ذهني، الكتب المحرمة دولياً. كتاب شمس المعارف محرم دولياً لأنه ، وكما يقال ويشاع، ينشر السحر وكما حدث معي ، ترتبط الأفكار ببعضها بعض وعادت لذاكرتي المنهكة الكثير من الكتب التي منعت دولياً . منها كتب كثيرة تحدثت عن السحر مثل مخطوطة سوغيا و شمس المعارف وسيرفيني وكلها عبارة عن طلاسم و رسومات غريبة لا تُفهم. وإنما وضعت لأغراض تسويقية بحتة، في نظري، ولا تعدو كونها تخاريف وهرطقات لا تضر ولا تنفع.
هناك كتب حرمت دولياً أيضا، مثل كتاب "شفرة دافنشي" الذي حرم في لبنان كون الكتاب يتناول قصة المسيح بشكل اثار حفيظة الكنائس . وكتاب جورج اوريل "1984" الذي منع في روسيا لحقبة زمنية لأنه تناول حياة الرئيس ستالين ووصفه بالمستبد. هناك أيضا كتاب "لوليتا" الذي كتب عن شخص مصاب بهوس الأطفال وكتاب "حرب قذرة" التى تناولت الحرب في الجزائر.
لكن حين اطلعت على حقيقة الخبر ، تبين لي أنه عن "فيلم " سعودي من إنتاج وتمثيل سعودي بحت. الطالب حسام الخياط في سنة ٢٠١٠ ذروة اليوتيوب ، هذا الطالب في السنة الاخيرة من التخرج من الثانوية، ومابين عاصفة القدرات والتحصيلي والمعدل العام يجتمع مع أصدقاءه و استاذه ، لإنتاج فيلم روائي طويل في مواقف طريفة وهادفة.
منتجي الفيلم " الاخوين قدس" ودعم مؤسسة البحر الأحمر كانوا من نجوم اليوتيوب. وفي الفترة الاخيرة بدد نجوم السوشل ميديا إحتكار و سيطرة زمرة معينة على الاعلام ، ونافست المقاطع التي تنتشر فيها، إنتاج القطاع الإعلامي المنظم أو المحتكر .
ولا غرو، فالإنتاج الإعلامي العربي الأخير يعلوه الغبار المتجدد ، وهنا أعني أن الأفكار نفسها لم تتغير ابداً وكل ما تغير هو طاقم التمثيل والديكورات والمؤثرات ، بينما لا تزال الاعمال الفنية القديمة الأصيلة تتربع على قمة الإبداع العربي.
لكن مع دخول جيل جديد وأفكار من قلب المجتمع الحالي ، أصبحت الأعمال الفنية التي ينتجها الشباب اكثر أصالة ممن سبقهم ، ومع هذا الفيلم ، الذي يبدو من دعايته أنه مشوق، نأمل في مواصلة المشوار من الافلام النوعية الجميلة. نصيحتي لهم هو الإصرار على الهوية العربية والسعودية في كل تلك الإعمال فهذا هو درب الوصول للعالمية.