حدثني شاهد عيان
في قصة ضرب الامام في المحراب بعد الصلاة ، ،،
قراء الامام جهرا بالفاتحة ثم تلا قول الله تعالى ( ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ) ولكن بسبب عطل فني في مكبرات الصوت ، اعتقد من كان خارج المسجد ان الامام اكتفى بجزء من الاية ( ولا تقربو الصلاة ) ، من كان بالداخل سمع تكملة الاية ولم يؤثر على خشوعه في صلاته ، وفات على من صلى خارج المسجد تكملة الاية،
(وانتم سكارى) ،،
كان لبعض الشكليين رأي في هذا الامر . بينهم من لا يحسن الوضوء، ولا يعرف شروط وواجبات الصلاة ولا اركانها ايضا ، ولكن كعادته، (ابو طبيع)، انكروا على امامهم ماوصل الى مسامعهم من نقص وتشويه حسب اعتقادهم ، وما ان سلّم الامام حتى انقضوا عليه كما تنقّض الذئاب على الفريسة ، قبل ان ينصرف من مكانه ، فاعتدوا عليه بحجة تحريف الايات في وسط ذهول المصلين اللذين حاولوا حل النزاع وفك الخلاف.للاسف لم تتضح الرؤية الا بعد الدبغ ، واخذ المؤذن صفعة الفرّاع
(الساعي لحل النزاع )
ولم يسلم الاذى من خرج للصلاة مبكرا ليتمكن من الجلوس في الصفوف الاولى . قام الامام يلملم اشلاءه ، ويسحب رداءه ، ويربت اوجاعه ، احسن إليه المحسون ،وحمله المقربون ، الى عتبة باب الدار ، وعندما رئته زوجته في هذا الحال صرخت بصوت مسموع ، مابال راسك مفقوع ؟، وسنك مقلوع ؟، ما بك يارجل ؟ حدثني على عجل! ، ماذا حدث ؟ ، قال رهط من الشباب ضربوني في المحراب ، ولا علم لي عن الاسباب ، فولولت وكبرت ، وحندرت وزمجرت ، وعن لسانها البذيء شمرت ، وحلفت واقسمت ، ان لا اعيش مع رجل ضرب في المسجد على مرأى ومسمع من الناس وشج راسه بالفاس ، فكيف اعيش مع فاقد احساس ، أاعيش مع من خدشت كرامته ؟ وسقطت عمامته ؟ واستباحت هامته ؟ فجمعت ملابسها وحزمت حقائبها وانطلقت الى بيت ابيها تاركة زوجها بين مطرقة الموت وسندان الحياة ، على ضوء الحدث وما تتطلبه الكرامة ونزولا عند رغبة الجماعة ، لا تقبل الوساطة ولا الشفاعة ، ترك المحراب الامام ، وتنازل عن منصبه الهمام ،
لم تختم القصة بعد ولم ينتهي الكلام !!
فقضية دبغ الامام حدث تاريخي توارثته الاجيال ،
يقال والقول على ذمة الراوي ، احدهم سأل صاحبه ، كم عمرك ؟ اجابه لا اعلم بالتحديد ولكن ولدت سنة اندبغ الامام .
بقي الحال على ماهو عليه، وبعد مرور اعوام واعوام على الحادثة المفجة والهراوة الموجعة ،اتضحت للمجيع الرؤية وعرف سكان الحي ان المعتدين على الامام كانوا حينها في وضع مشبوه،واقدموا على فعلهم المشين تحت تأثير المسكرات ، وضغوط المخدرات ، وتغّير مسار القضية باعذار وهمية ، إلى امراض نفسية وتشنجات عصبية ، وعندما طلب منهم عمدة الحي والموامين واعيان البلدة من التجار والوجهاء والاخيار حضروا مجلس النصح وقبل الجميع الصلح ، كي ياخذ كل ذي حق حقه ، اعترفو المعتدين بذنبهم العظيم وفعلهم الجسيم، وبعد المناصحة عادوا بحمد الله الى جادة الصواب ، طلبوا منهم ان يتقدموا للامام بالعتذار ، فوقف المعتدين، معتذرين في وسط التصفيق الحار من الحضور والمصلحين ، والمستفيدين والشماتين والحاقدين وانتهى الموضع بعد خراب ملطا بكلمة مبتذلة (انا اسف )
،،،،،
من مذكراتي ،