في لحظات التجلّي.. لوددت أن أكون الورقة البائسة التي تسقط عن غصن الحياة، عبر رياح البرود الساكن.
شجرةٌ معمرةٌ تحمل على أذرعها عبء الجمال المتجرد، ترفرف طربًا على أنغام الحزن المتنامي في طيات الموسيقى.
هدوء الفراغ ومصالحة القلق المُفْضي إلى الجنون بعد عمرٍ من التفكير الراهب، لا هناء على سفوح الرأس المشيب كمدًا كيفما أزفت به الأوقات.
هنا وعلى بقايا أوراق الشجر أكتب قصة هروبٍ نحو لا اتجاه، يستقبلني عمارًا بكل ودٍ قائلاً: هلمّي إلى صديقتنا التي تزخر بالموسيقى الأخاذة.
هنا ودون كلماتٍ تُسْعف تُغْتَال العبارات تحت شهادة أضواءٍ تَشْخص لتسجل في ذاكرتها حكاياتٍ لأناسٍ رحلوا دون أن يلقوا عليها التحايا.. حركاتٌ ساكنة اعتلت ناظري الوهم، صمتت في اللحظة التي وجب أن تنطق فيها دمعة يريحها من عناء النظر.
حِبرًا يجثو على ركبتيه ليحملني عندما سقطّ عن السفح مبجلاً هيبةً ملونة فقدت استقامتها ساعة شدة.
ما أغرب الوجوه المارّة ترمق ضعفًا كسيرًا فأجادت انتقاصه وسرد الروايات الواهية عن سر سقوطه.
إنما هي لحظة تجلّي نستنبت أخرى لتزين الأغصان وتورق الأشجار بتشجيع الطيور المغردة في صباحات الأمل الدافئ.