عندما تعصف بنا امواج الحياة، نسعى بكل ما أوتينا من قوة، ونتعلق في القشة لننجو من الغرق، وفي نفس الوقت نلهج بالدعاء، هكذا طبيعة الناس كلهم، في الكوارث والعواصف والأمواج المتلاطمة، يبحثون عن الملجأ الآمن حتى وإن كان هذا الملجأ مجرد وهم وليس حقيقة.
ابن نوح ظن أن الجبل العالي سيعصمه من الماء، نوح عليه السلام قال لا عاصم اليوم من أمر الله، جاء بناء السفينه بأمر من الله وعندما يشاء الله فلا راد لقضائه، فيلهم من يريد له النجاة ويغرق من يريد له الغرق، من يدعي ويتضرع ليس لنا الا نكار عليه الدعاء في ما حل به لانه يناجي ربه، يتوسل اليه ويستعين به،ولكن لابد من الإيمان بأن الدعاء هو مجرد وسيلة للإلهام المنشود من الملهم (جلت قدرته)، وليس مجرد دعاء وإتّكاء، وهنا تأتي أهمية الإيمان المطلق المقرون بالمحاولةالجادة للوصول إلى الهدف (النجاة)والتخلص من الأزمة أي كانت.
من هنا نجد أن الدين هو الملجأ الآمن لوجود رب له يستعان به في الشدائد، فيأتي الدعم بفضل الإيمان الداخلي والعمل فيولد الإبداع؛ وهو الإلهام الذي خلقه الله أصلا بداخلك، وبفضل الإخلاص في العمل والصدق مع الله، زادت معنويتك وتضاعفت طاقتك، إنه مدد مصدره الله، وبُعث من داخلك فأصبحت محصناً بطاقة معنوية، وأصبح الدافع الداخلي والمعنوي والمناعي مكتملا، وقد تجتاز أي تأزم تعانيه، هذا غير وجود احتمالية وبنسبة كبيره في العثور على عامل مادي خارجي قد يغيرالمعادلة الصعبه والازمة التي تمر بها.
الدين ملاذ آمن يجعلك أكثر صلابة وقوة في مواجهة شدائد الحياة، أما الكلام عن الإيمان الذي يعتبر سنام الدين أولا لرسوخ وجود الله في داخلك والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، لأن هذا الإيمان هو الأصح والأشمل والأعم والصالح للفرد والمجتمع وهو الشامل للشرائع السماوية، التي تشملها -في نظري-كلمة الإسلام مع الشرائع الاخرى-موسى،وعيسى- .
أما الإيمان بشكل مطلق:فالجميع يعلم بمدى تأثيره شبه السحري للإبداع والابتكار، ومدى فاعليته في الانتاج والشواهد كثيرة سواء على مستوى الفرد أو الجماعة أو الجيوش، ومن يمارس عملا مؤمنا به لابد من أن يبدع فيه، وكذلك في المهن وجميع المجالات العلمية والعملية.
من هنا أود أن أستشهد بالوباء الذي حدث مؤخراً (كوفيد19) والذي كانت نقطة انطلاقه من الصين التي يصل تعداد سكانها المليار والنصف، وتحوي أكبر اقتصاد في العالم، واستطاعوا التخلص منه بأقل الخسائر البشرية والاقتصادية، نتيجة إيمانهم بأهمية اقتصادهم واخلاصهم لوطنهم، وكانت الدول الغربية أكثر تضررا رغم عدم المفاجأة بالوباء، فغرورهم وقوتهم العسكرية؛ أفقدهم الإيمان بالإنسانية وبالأوطان والدين، فكانت النتائج الكارثية.
يتبع غدا إن شاء الله