لنتفق أن عالمَ ما بعد(كورونا) لن يُشبه عالم اليوم
فبين ديسمبر ومارس، حدثت الكثير من الاحداث.. تحتاج الى دراسات وأبحاث..
فبدأت تظهر ملامح الكساد...أخذت الدول إجراءات.. تحاول الدخول بها في سباقات
نجد الصين تحاول حصر الفيروس لإعادة العمل والإنتاج ، والولايات المتحدة تحاول اكتشاف دواء يقضي على الوباء ، السعودية تضع الاقتصاد في خدمة الإنسان والبلاد.
مسار متسارع للتغيير يجوب العالم ,ليعيد ترتيب أجندته.اما التجاوب والتكيف الذي هو سر ديمومتة أو الانتظار ليشهد التاريخ نهايته.
لكن البقاء للاذكي..للارقى..
صحيح ان كورونا سيُسبَّب العديد من المشاكل الاقتصادية ،في الوقت نفسه سيفتح الأبواب أمام أصحاب الالباب ، ليصنع منهم أثرياء ..اذكياء
ففي الأزمات تُصنع الثروات ..
فأزمة العالم يجب أن تتحول إلى مادة خام لصناعة نظام جديد..
فحادثة تفجيرات 11 سبتمبر، كانت سببا لزيادة مبيعات الزهور و الهدايا ، لتقديم التعازي لأسر الضحايا..
وكان يوم انهيار سوق الأسهم الأمريكية( الاثنين الأسود ) عام 1987 فرصة لشركة Cisco لتصبح اليوم من اكبر العلامات التجارية.
وسأعد كورونا ..بعض رواد الأعمال في تحقيق أرباح غير مسبوقة لمصانع الكمامات، والقفازات، والمطهرات
وأصحاب التطبيقات ..
أفكار هذه المشروعات لم تكن بحاجة إلى تمويل ضخم، ولكن كانت استثمارًا لفرص الأزمات.
وياتي السؤال .. ؟؟
هل يقدم لنا "كورونا" مكسب اقتصادي ؟
هل"كورونا" فرصة ربما لن تتكرر في المستقبل؟
واقع :..
كنا نرى عام 2020 متميز ،ونتوقع ان يتحسن النمو الاقتصادي في المملكة ،لكن التطورات العالمية المتصلة بتفشي كورونا شكلت تهديد لملامح نمو الاقتصاد غير النفطي.
فنجد نمو اقل في بعض القطاعات النقل والتخزين والاتصالات وتجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق وبعض الصناعات
لكن تاثيره غير مؤكد..فهو مبني على مدة بقاءه رغم أن السلطات أخذت العديد من الاجراءات ويسرت بعض السياسات بالاضافة الى مبادرات التحفيز المالي لتخفيف الأثر على الاقتصاد،
مؤكد:..
أن إدارة وصناعة الفرص لا تقتصر فقط على الثروات بل على الموارد البشرية أيضا والتقنيات، وتحقيقها واسع سواء كان ذلك خلال الازمات او خارجها فالمهم هو الاستعداد الجيد والشجاعة واكتساب روح المغامرة والتحدي لأي فرصة ترى انها واعدة ومدروسة بعناية .
فإذا احسست ان "كورونا" يقدم لنا فرصة لابد من التحرك فورا لاغتنامها...خاصة أن السعودية تتحلى بِسِمَات وقُدرات جاذبة تساهم في تسهيل عملية الاستقطاب ..كونها أكبر سوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
منافذها مباشرة وحيوية ،متكاملة البنىء التحتية
متقدمة في الجامعات والمراكز البحثية ، داعمة للبيئة اللاستثمارية بأنظمة مالية مرنه ،وقوى عاملة ابداعية
وشبكة مواصلات وموانئ وخدمات لوجستية، وقدرة اتصالات عالية تنافسية ..
كيف :..
كل هذا يعد (فرصة)لصناعة وجود جديد يصل بنا للعالمية بأذن الله وقوة العزيمة والإرادة .
فأعيدوا التفكير ..بتركيز ..على الاستراتيجية
ضمنوا إداراتكم وحدات تطويرية واستشارية
استحدثوا نظام لإدارة الأزمات والمخاطر العالمية
أعيدوا الهيكلة ..وبناء الهوية ..اجعلوا منها امتيازات تجارية ..
اعقدوا شراكات ففي الاتحاد قوة، وفي الشراكة والإندماج تكامل لمواجهة الآثار الجانبية ،تدفع بعجلة التنمية الاقتصادية
وبعد المقال ...
حدد وأختار بين اقتناص فرص الأزمات..أوالإستسلام لأزمة الفرص
3 comments
3 pings
ام غنى
24/03/2020 at 11:09 م[3] Link to this comment
ربي يكرمنا بفضله أستاذة علويه وتنجلي هذه الغمه
بارك الله بقلمك مقال رائع كما تعودنا على طرحك المميز دائما
تركي العنزي
25/03/2020 at 7:03 ص[3] Link to this comment
ا/تركي العنزي
كلام جميل ومحفز لمن اراد النجاح
رنا البلادي 🤍
25/03/2020 at 8:59 ص[3] Link to this comment
يعطيك العافية استاذة علوية لروعة ماطرحتي مقال يصف واقعنا وكيف نستفيد من هذه الازمة بايجابية عاليه دمت لنا ودام تالقك الدائم استاذة علوية