إن الإنسان دوره في الحياة أن يكون فاعل خير ، وأن يبذل طاقاته للعمل بما يحقق الأمن والاستقرار في المجتمع .
لقد اختار الله الإنسان ليكون خليفته في الأرض ،فتكفل بحفظه إذا استقام على طريقه ، واهتدى بهديه ، فجزاء ذلك نيل محبته ورضاه .
إن المملكة العربية السعودية جعلها المولى قلب العالم الإسلامي ، كل الأنظار تتوجه إليها في كل يوم خمس مرات ، وفي العام مرة للحج ، فكانت هي الجامعة التي تجمع المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها.
المسلمون وهم في العالم منذ قيام الدولة السعودية على يد المغفور له الملك عبد العزيز يرون موقف السعودية أمام العالم الإسلامي ، موقف يتمثل في دعم المسلمين من خلال نصرة قضاياهم ، وأعظم قضية هي القضية الفلسطينية ، فكانت دور المملكة دعمها بالقول والعمل .
إن الوضع الذي يعيشه المسلمون من إرادة تمزيق وحدتها من قبل جهات لها أجنداتها الخاصة يجعلنا ننادي بالوقوف معًا لمواجهتها ، وذلك أن التاريخ يثبت لنا موقف تلك الجهات ضد الوحدة الإسلامية.
أثبتت السعودية دورها في قيادة العالم الإسلامي ، وهذا الأمر ليس باختيارها ، وإنما أمر رباني جعل السعودية في حراسة الحرمين الشريفين ورعايتهما تحت ظل قيادة آل سعود الأوفياء .
هناك جهتان تعمل ليلًا ونهارًا في تشويه صورة المملكة أمام العالم الإسلامي ، وهي تركيا وإيران وحلفائهما ، فتركيا تتخذ الإمبراطورية العثمانية شعارًا لها في سياستها بالدعوة إلى إعادتها ، وإيران حقدها الدفين لزرع الطائفية للرجوع إلى المجوسية الفارسية ، فصارت المملكة تعيش بين نارين ، نار تركيا ونار إيران ، كل منهما سخر طاقاتها لضرب المملكة .
وهنا يظهر الموقف السعودي الشجاع في مواجهة ذلك ، فالسعودية ليست بالشعارات انتصرت ، وإنما انتصرت بقيادتها الرشيدة التي اتخذت الحكمة سبيلًا في نهجها منذ المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله .
السعودية تتعرض لحملة شرسة من أدعياء العلم ، فشغلهم الشاغل سبها علنا فكأن ذلك تقربًا إلى الله ، تارة بالدعوة إلى الإمبراطورية العثمانية ، تارة إلى ولاية الفقيه .
يجب اليوم على دعاة الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة تلك الحملة الشرسة التي تستخدمها الأطراف المعادية ضد بلاد الحرمين ظلما وعدوانا ، وهذا ليس بغريب ، فمعظم خطبائنا اليوم يدركون دور السعودية في خدمة الإسلام والمحافظة على وحدتها ، فكان الواجب عليهم التحذير من مخططات تركيا وإيران وحلفائهما .
إننا نجد بعض المؤسسات الدعوية السعودية قد تم استخدامها بحسن نية لدعم العمل الإسلامي خارج المملكة ، ولكن الجهات التي كانت تتعامل معها لم تقم بالدور المطلوب بل الواجب ، إنما الجهات أرادت الاسترزاق فقط ، لذا سرعان ما غيرت موقفها للتأييد ،فاليوم مع أعداء المملكة .
لذا يجب على العاملين في العمل الإسلامي داخل المملكة إعادة النظر فيمن يتعاملون معهم خارج المملكة ، من أن الأولوية لمن يتبنون منهج الوسطية ومحاربة التطرف ، وهم طلبة جامعاتها الذين تخرجوا منها وهم كثر في العالم.
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا