أكْبَرُ من حُرُوفي
أبْعَدُ من مَدى بَصَرِي
أكْثَرُ مِمّا أسْتَطِيعُ شَرْحَه
حين تَلِدُ الرُوحُ روحًا أخْرى
وعندما تُسْتَنْسَخُ التَفاصَيل يَصْعُبُ الفَهْم
وتَضِيعُ الكَلِمَات!!
يِعْرَفُ كيف يَعْتَذر، يِعْرَفُ كيف يُواسِي
يِعْرَفُ كيف يُدَارِي الخَيْبَة بَقُبْلة..
لنْ يَعْرِفَ إغْماضَة عَينٍ سَاعَة قُبْلَةٍ تَسْكُنُ الجَبِين إلا من عَرَفَ وَلِيدَ الرُوح.
هو جزءٌ من كَيان، وزفرةٌ اطمئنان، وصِدقُ كَلِمَة، ونقاءُ شُعور، متأكدةٌ تمامًا أنه من داخِلِ رُوحي.
عَندما تقفين أمام المرآة، ماذا ترين؟
ملامح؛ إن لم تَعْرِفي وَلِيدَ رُوحُكِ لن تَرَي سِوى ملامح..
عيناكِ فاتنة.. تبدو عينانِ جميلتانِ مُكْتَحِلَة.
أنفكِ مستقيم.. هُناكَ أنفٌ في المنتصف.
شفاهكِ باذخة.. قطعتان من حلوى التوت ترتصف على المحيا
أنفاسكِ حياة.. شهيقٌ وزفيرٌ وضباب أنفاسٍ سَاخنة يَنْعَكِسُ على برودة المرآة، تَتْبَعُها ابْتِسَامَة رِضَا وحُمْرَة خدين.
وَلِيدُ الرُوح يَعَرِّفُكِ على نفسكِ، يأخُذُ بِيدكِ، ينْصَحكِ ويستنصِحُكِ
يُلْقِي النَكَات السخِيفَة لتضْحَكِي ويَهِيمُ هو!!
وَلِيدُ الرُوح يَسْعدُ بكِ، يَفْرَحُ بكِ، يَجْعَلُكِ على رأسِ النساء، يرْفَعُكِ كالتاجِ على رأسه.
يُسْمِعُكِ أجْمَل العِبَارات، ويسْتمرُ بإخباركِ بأنّ عيناهُ لكِ.
وَلِيدُ الرُوح تَشْتَاقُ له رُوحكِ
وتَبْكِيه عَيْناكِ
ويَحِنُّ له قَلْبُكِ
يَخْشَى عليكِ من الحزن، يُوقَع اتفاقيات مع الغضب حتى لايقترب منكِ
يستُرُ طَرْفُكِ، ويُغَطِي ألَمُكِ إلا عنه هو.
وَلِيدُ الرُوح يَشْربُ معكِ الشاي صباحًا كما تُحبين، وينامُ مبكرًا كما تُفضلين؛ ليصحو مبكرًا ويحظى بقبلة الصباح الدافئة.
يُغازِل حَرْفكِ، وشفتيكِ، وأناقَتُكِ، ويَعْرِفُ جيدًا كيف ينالُ رِضاكِ.
مِزَاجُكِ المُهْتَاج كالأعاصير، أخْلاقُكِ التي تَنْقَبِضُ في ساعة.. من يستطيعُ أن يتعامل معها؟
من يقوى على تَهْدِأتها؟
من يقفُ في وجهها مُبْتَسِمًا بملامح بريئة، وعينانِ واسعةً كالبحر؟
أتعلمين من يفعل!!
إنه وَلِيدُ الرُوح
المولود من قَلْبِ روحكِ
سيدة الميزان