من خلال قراءة/تحليل الأزمات الماضية والحالية وكذلك المستقبلية، بات حتميا إنشاء مركز لإدارة الأزمات، خاصة بعد النتائج الكارثية التي حدثت، حين فشلت (أغلب) الإدارات في احتواء/تحليل/إدارة أبسط الأزمات، حتى باتت عاجزة عن الخروج منها أو طرح حلول ناجحة لها.
هذا الفشل كان متوقعا ومبررا، فحين تدار الأزمة بطريقة جاهلة أو ارتجالية أو فوضوية ولا مبالاة أو حتى فرط قوة واستخفاف بالأطراف الأخرى المتأزمة، لن تجد حلولا لها، بل أنها تزداد اتساعا ونتائجها عكسية وسلبية، وهذا ما جعل (أغلب) الأزمات الحالية بلا نهاية أو حلول جذرية مثمرة.
وهذا يأخذنا للتركيز على إدارة الأزمات لسببين:
أولا:
هي الجهة المعنية بتحليل وإدارة أي أزمة كانت دون سواها من الجهات، حيث أنها سبب في نجاح/فشل/انتهاء/اتساع الأزمة
ثانيا:
بالإمكان استقراء الأزمات المستقبلية على ضوء الأزمات الحالية، مما يعني حدوث أزمات مستقبلية في ظل غياب الحلول النهائية الأزمات في الحاضر .
من هذه المنطلقات نجد أهمية إدارة الأزمات والدور الفعال لها، صحيح أنها ليست بسيطة ولكنها كذلك ليست مستحيلة، إذ أن إنشاء مركزا لإدارة الأزمات يساعد على تحليل أي ازمة مهما بلغت قوتها واندفاعها ويحمي الكيانات، وحتى هذا المركز يجب أن يحمل رؤية وأركان هامة تجعله فاعلا وناجحا.
ومن أهم الرؤى: الشفافية في تحليل الأزمات والتعامل معها وكذلك الحيادية، بعيدا عن أي انتماء قد يجعله يميل لطرف دون آخر
ومن أهم الأركان: أن لا يكون مرتبطا بأي جهة (حكومية/خاصة) لكي لا يفقد القدرة على الحركة، سواء بتدخل من أطراف خارجية أو دعم مادي يأتي له بقصد التأثير عليه.
أخيرا:
على الجميع (حكومات/ منظمات/ إدارات) أن يدركوا أهمية إدارة الأزمات، وحقيقة أنها طوق النجاة، والطريق الوحيد للخروج من الأزمات بنجاح أو بأقل الخسائر، وإن إلغاء دورها (إدارة الأزمات) أو التدخل بها يفضي في النهاية إلى حدوث/ اتساع الأزمات وبذلك تسقط الكيانات كنتيجة حتمية.