الدنيا كلها تجارب، وقيل ليس الحكيم من وعي تجاربه، بل من وعي تجارب غيره. وإليكم هذه الحادثة التي حضرتها بنفسي. زرت بصحبة احد من الزملاء، لنسميه صاح، زميل لنا تغيب عن العمل قرابة ستة شهور على أثر حادث شنيع تعرض له. والذي كان من هواة قيادة الدراجة النارية وبمجرد سؤاله عن الحادث لم
يتوان في شرح ما تعرض له من عذاب و معاناة ايسرها، احتمال بتر ساقه بالكامل ٩٠٪ و قد قام ب٥٠ عملية من إعادة ترميم ساقه بالكامل لان بعض الأجزاء تم طحنها كما تم زراعة جزء من الفخذ صناعي و إعادة تركيب أجزاء من عضلات الساق والنتيجة ساق اقصر من الأخرى و يحتاج العكاز طوال حياته.
وقد اختصرت كلامه مراعاة لشعور القراء لاني لم أقل الا غيض من فيض
شاهدنا، هو خوينا صاح الذي يفترض انه قد تأثر بالتجربة ولكن حين ركبت معه سيارته، لعطب طارىء في سيارتي، اكتشفت تهوره التام في القيادة وانه غلب شوماخر في الفورملا ون، هنا لم اترك آية او دعاء من كل الكتب السماوية الا وتلوته وقد امتلأت خوفا و هلعا من قيادته ولم تفلح به النصائح ليهدي من سرعته حتى ذكرت له اسماء أبناؤه اللذين ينتظرون،
هنا هانت عليه السرعة وأصبح اكثر عقلانية،
ما قام به خوينا" صاح" قد يبدو غريبا، ولكن هناك تفسير علمي له. والسبب هرمون التستوستيرون، هرمون الذكورة و حب المخاطرة لدى الرجال وهذا ما يجعلهم مكتشفين ومغامرين من الدرجة الأولى!
هذا ما جعل الرجال يخوضوا الحروب و يبحروا الي أماكن مجهولة و يربوا وحوش مفترسة.
لا تستغربوا من الرجال ساعات جنون، فهي من طبيعتهم و لكن قدر من السيطرة مهم، لتستمر الحياة بسلاسة وسلام. هذا الهرمون رغم خطورته يظل عامل مهم يميز الرجال عن بقية خلق الله وهو ما مهد الحضارة واكتشف بلاد مجهولة واثرى التجارة وقرب الشعوب بعضها بعض و طوبى لمن يقتصر جنونه على الورق مثلي
ختاما كوننا نحن الآباء ذوي خبرة في الحياة جلب لنا بعض الخوف والجبن من المغامرة و ستجدون درجة من حب المخاطرة لدى ابناؤكم لن تستعوبها الان، لكن كان هذا حالكم في السابق. انصحوا أولادكم وكونوا منهم قريبين والتدخل ان لزم الأمر لكن لا تحرمونهم لذة المغامرة واكتشاف الجديد.
2 comments
2 pings
عبدالله محمد الغانم
23/12/2019 at 4:19 م[3] Link to this comment
كلماتك وأفكار ك متنوعه ومتجدده.
إنت رجل جدير بأن نتابعك ونقراء مقالاتك.
Um ali
23/12/2019 at 4:39 م[3] Link to this comment
شي عنون المقال….روووعة المقال يحاكي واقعنا