كانت القيادة في السابق حديث الساعة ، إلا أنه ليس حديثي في هذه الساعة .
أصحبت واصبح الكل يقود ، منهم من يعي قواعدها ويطبقها ، ومنهم من يعرف ضوابطها ولا يلتزم بها ، ومن يعرف فنونها ولا يستخدمها ،.
اه نسيت ليس ما اقصده قيادة السيارة !! فعلاً "لكن دائما" يتبادر للذهن أن القيادة( قيادة السيارة( .إن حديثي اليوم عن فن القيادة والادارة للاعمال وماتعلمته منها..
علمتني حياتي..واختلاطي.. ومخالطتي.. وعملي.. واعمالي..واحتكاكي.. وارتباطي..أموراً إدارية وأخرى قيادية.
تعلمت من مدرسة الإدارة ومن فنون القيادة ( فن وذوق واخلاق ). ومن التعامل مع أصناف البشر ، أن القيادة والإدارة أهداف وأحلام وفنون وآداب ، تزيد بالتوازن .
ميزان عدل ، وجرعة إنصاف ، ولمسة إنسانية ، وتعاملات مهنية ، لن تخرج عن إطار المهام والأعمال وفي حدود الإنسانية.
سألني أحدهم ذات لقاء ، أراد أن يجري معي حوارًا ، حيث رأى أني قائد ، وفي عملي ناجح .
فقلت له : أسأل الله أن أكون عند حسن الظن.
قلت له : سأقول لك ما تعلمت :
النجاح فهو هدف آني ، مرتبط بشروط وعوامل ، وقد يختلف باختلاف الظروف والأسباب ، وربما المسببات. فالنجاح قد يكون بيئة ، وقد يكون شخص ، وقد تكون ظروفًا، والظروف قد تكون ميسرة ، أو معسرة.والأهم أن لا يكون هذا النجاح ( هالة) و فقاعة ، أو ضوء نجم قد أفل منذ حين.
والقيادة فن وذوق واخلاق وهبها الله لمن شاء ،فلا يقتصر تعريف القيادة جذب الأفراد ( الناس) الى مدار الهدف ودفعهم الى المشاركة في إنجازه فقط ، بل يتطلب ذلك تحديد المنافع المتوقعة لهم من المشاركة، والأهم هو مدى احتمال تحقيق هذه المنافع المتوقعة .. والأكثر اهمية هو أن يشاركوا بشكل أو بآخر فى تحديد هذه المنافع. .
وللقائد صفات في نظري. الخصها. .
فكر.. خطط.. نفذ.. قيم.. وجهه.. حفز.. عزز.. احتفل.
القائد هو من لديه القدر أن يبحر في أمواج التفكير يستطيع أن ينظر إلى كل ماحوله بنظرة شمولية متعمقة لكي يستطيع أن يخرج من التفكير بفكرة، وأن يقود غيره.
قادر.. على إعداد الخطط وتحويل الازمات الى فرص والنهوض بالمنشأة بفريقه.
ينفذ ما أعد من خطط ، ووعود والتزامات.
يقيم كل مرحلة من مراحل العمل وكل اجراء ، وكل شخص بالفريق ، فطن قادر على تحويل الفريق الى جسر منيع يستطيع من خلاله العبور بالمنشأة او المشروع الى تحقيق الإنجازات.
لايترك فريقه دون توجيه ودعم ومساندة.واضح الرؤى واثق الخطى
يهدي من حوله النور ، ويضئ لهم الطريق بكلمات إيجابية وأهداف واضحه ، ليستطيع أن يقيم ويقوم الاعمال والإنجازات ، ليحتفل الفريق كله بالنجاحات.
وإن نجاح القائد يتوقف على مدى فهمه واستيعابه لهذه الكلمات.. القيمة بمعناها الاقتصادي والثقافي ، والتكلفة والعائد ، والفرص البديلة ، والأولويات والأهميات النسبية ، والآثار الإيجابية والسلبية للقرار على نظم وأنشطة أخرى، والمسؤولية الاقتصادية، والمسؤولية الاجتماعية .. وعلاقة هذه المصطلحات بالرؤية والأهداف والسياسات .. لذلك كانت الإدارة من أصعب المهن ..والقيادة أعلى مراحل الابداع الاجتماعي
أدركت من خلال مسيرتي أن القائد الناجح من يعي تماما أن النجاح مشاركة ، والمشاركة معاضدة ، والمعاضدة انجاز ، والانجاز مساندة ، والتفوق تحفيز، والإدارة أهداف، وتحقيق الأهداف خطة ، ونجاح الخطة فريق، والفريق ترابط ، والترابط حب .والحب اتقان، والاتقان توازن بين الجانب العملي والانساني في القيادة، لتحقيق استمرارية ، والإحساس بالفرح بعد كل تعب. ولكل عمل صراع ، والمهم كيف تدير الصراع وتقرب الوجهات.
والأهم أن معظم أسباب العداء مع الآخر تأتى من سوء الفهم نتيجة انعدام التركيز والانتباه في الكلام والفعل والتواصل، لذلك عليك دائما بالتركيز والانتباه فى كل ما تقول وما تفعل .. حتى لا تقع فى أخطاء لا يمكن علاجها ، ولا تستطيع إصلاحها ، وقد تدفع ثمنها خسائر يصعب تعويضها ."
وأن القيادة عمل ، وليست وظيفة ، والوظيفة مَهمة وليست دوام ، والدوام ليس حضور وانصراف واستئذان ، وأن القيادة غاية وليست وسيلة ، وأن القيادة النظر الى النتيجة وليست الطريقة ،
وأخيرًا وليس آخرًا
مما تعلمت وقرأت واكتسبت ومما علمني دكتوري واستاذي د. محمد كمال مصطفى اقتبست نورًا من نصائحه
- اعلم أن الأهداف المشتركة هى التي توحد الجميع ، لذلك لابد من الحوار حولها والاتفاق عليها قبل إقرارها . . وتأكد أن كل أساليب الشحن المعنوي لا تجدى مالم يتم الحوار والاتفاق ، والوضوح والشفافية حول الأهداف والغايات . . فلا صدق ولا مصداقية لخطط وأهداف تتسم بالغموض وعدم الوضوح ، ولم يتم الاتفاق عليها .
- اعلم أن هناك فرق كبير بين التحكم في أفعال الناس وردود أفعالهم وبين إدارة سلوكهم ... التحكم في أفعالهم يعنى التخويف والترهيب وتكون نتيجته شعورهم بالإحباط واليأس ونقص الإحساس بالحياة ، أما إدارة سلوكهم فتتم بالمعرفة والوعى ، والتعرف على حاجاتهم ، ودراسة اتجاهاتهم ، وتبادل الحوار الأمن معهم بما يؤدى إلى اقتناعهم بما تريد أن يفعلوا ، ومن ثمّ تعميق احساسهم بوجودهم وزيادة انتاجيتهم.
- اعلم أن التغيير يتطلب ثلاث خطوات تتم بالتوازي هى المعرفة والنموذج والالزام t
- فالمعرفة تعنى بإكساب القدرة على شيوع تطبيق النموذج، والالزام يعنى بالقانون العادل الذى يضمن شيوع تطبيق النموذج وحمايته ..تذكر دائما أن الإصرار على بناء النموذج دون الاتفاق عليه ، ودون بناء القدرة بالمعرفة ، ودون وضع القوانين والنظم العادلة إهدار للوقت والموارد فى بناء نموذج لا يحقق التغيير .
- اعلم أن الثقة المتبادلة بينك وبين الآخرين والتي تعنى بالاعتقاد فى صدق ما تقوله وما تفعله وما يقوله وما يفعله الآخرون ، لو فقدت ستنعدم المشاركة وتسوء النوايا ...تأكد أن فقد الثقة يحدث عندما لا تصدق الوعود وتتعدد التفسيرات والتبريرات وينعدم الحوار وتبتعد النتائج عن الاحتياجات ، ولا يكون العلاج إلا بالحوار الآمن والمشاركة الفاعلة وصدق الوعود .
لذا تعلم فن وذوق واخلاق القيادة
. تحياتي