بوادر إنفراج في الأزمة القطرية ،جاءت بعد اعلان السعودية والإمارات والبحرين استعدادهم للمشاركة في دورة الخليج القادمة .
مؤشرات ورسائل ايجابية بعثتها الدول الثلاث لقطر في محاولة لإعادتها الى السياقين الخليجي والعربي .
هذه الانفراجة كانت مفاجئة للجميع ،ويبدو ان الجانب القطري اكثر المتفاجئين وخاصة ان خطابه الاعلامي العدائي كان يرتكز ويركز على الشعوب وضرورة النأي بها عن الخلافات السياسية .
لكن الاعلام القطري لم يرحب بهذه البادرة ،ولم نر اي مؤشرات تثمن هذه الخطوة ،وهذا يعكس ارتباكًا في أجهزته المختلفة وطريقة تعاطيها مع هذه الأزمة منذ بدايتها حتى الآن .
الشيء المؤكد والذي يعرفه الجميع ان دول المقاطعة لها شروط سبق وان طرحتها علانية، وان قطر ما زالت تراوح مكانها ،فمرة تراهن على الخلاف السعودي الاماراتي ،ومرة تلوذ بامريكا بصفتها الراعي الرسمي لكل الانفراجات السياسية في العالم ،ومرات كثيرة تعزف على نغمتي البكاء والمظلومية ،كل ذلك لم يشفع لأزمتها بالانفراج ،ولم يزدها الا تعقيدًا وخاصة ان المشهد بجميع شواهده يثبت ان دول المقاطعة ملتزمة بشروطها ومطالبها.
بقي أمر أخير وهو ،أن الازمة القطرية رشح عنها ومنها الكثير من الحقائق والمتغيرات ،أهمها، أن قطر ومنذ خليفة الأب مضت في مشروع يناهض السياسات الخليجية ،هذا المشروع كبلها وزادها تبعية لنظم وتنظيمات داخل الإقليم وخارجه ،وبالتالي الفكاك منه صعب جدًا وغير وارد في هذه المرحلة، وخاصة أن قطر الحكومة رمت بيضها في سلة واحدة ،وهذه السلة عرضة للسقوط مع كل رياح التغيير العاتية ،فشواهد الخسارة تلوح في الأفق والمحيط القريب هو الملاذ الأخير لقطر في ظل اشتداد الخناق على ايران ،وعودة عداد المشاكل التركية مع محيطه الى العدّ زيادة من جديد ،فما ان تخرج من أزمة حتى تدخل في أخرى،وهذا ينافي المبدأ التركي قبل عدة أعوام في تصفير المشاكل من حولها .
قطر امام لحظة فارقة فإما عودة الى المجتمع الخليجي والتماهي معه والانصهار مع متطلباته واحتياجاته، او استمرار عزلتها التي ستكلفها الكثير والكثير .