كم كبير هائل من الرسائل والتغريدات المحرضة على الجهل وعدم الوعي ،سواء بالحاضر السياسي أو الواقع الاقتصادي أو الإنحراف الديني والفساد الأخلاقي والتربوي ، وكثير من العشوائية والتخبط الذي تشهده وسائل التواصل الاجتماعي والمحافل والمنتديات وأحيانا بعض المنابر.
هولاء الغوغائيون الذين يعيشون خارج التاريخ والزمان والمكان ، معظمهم للأسف لا يفقه واقعه وعصره ومكانه ويصر إصراراً غريبا عجيباً على أن يظل في غيبوبته وخارج الوعي ،ولا يعلم مايحيط بوطنه ومجتمعه وأبنائه، وكلها لا تساوي مثقال ذرة في نظري أمام الدين.
إن الدين تجارة مع الله وليس مع البشر،إن الدين هو جوهر الحياة وجوهر الإنسان والأخلاق، إن الدين لا بد أن يكون عبادة شعائرية ميتافيزيقية بين العبد وخالقه، ويجب أن ينقى من الشرك والشوائب والرياء والسمعة وطلب الرزق.
أوجه هذا الكلام لمن يسعى جاهداً لمحاربة دينه بجهله، ولمن يخون وطنه بجهله ،ويسجن أبنائه بتلقينه لهم جهالته بدينه ووطنه وإنسانيته ويصر على ذلك، تدمرت الشعوب العربية والإسلامية بسبب ذلك التخلف عن الركب الحضاري،فأبناء اليمن يدمرون اليمن بأيديهم وكذلك أبناء ليبيا والجزائر والعراق وسوريا والسودان ،جعلوا من أنفسهم سيوفا على بعضهم ،بسبب الجهل وسلموا أنفسهم للجماعات والفرق والطوائف،ويتقربون إلى الله بالقتل والدمار بدلاً من التعايش والعمَار، ويربون أبناءهم في هذه الفوضى للهلاك،إن كان هذا ديناً فبئس هذا الدين الذي به تبيعون وطنكم وأبناءكم وتخرّبون به ارضكم ودياركم وتشفون به غليل عدوكم،أين انتم من القرآن وأين القرآن منكم وأين أنتم مما صح من سنة نبيكم ؟
هل الخلل فيكم أم في الدين؟وما هذا الدين الذي تزعمون؟ حاشا وكلا أن يكون ما تدينون به دين الإسلام، دين السلام، دين التسامح، دين الأخلاق ،دين المكارم الحسنة، فالدين حُرّف لديكم وأنتم تأدلجتم من حيث لا تعلمون،فعودوا سريعا لعقولكم ولرشدكم وصححوا مساراتكم لكي لا يعيش أبناؤكم مآسيكم وبؤسكم.
وأسفي الشديد على ما حصل وما فات ، ضياع وخراب ودمار في جميع بلداننا العربية والإسلامية،
فلعل وعسى أن يكون لهم به عبرة ولما تبقى من أوطاننا دروس نستوعبها حفاظاً على ما تبقى لنا.
غربان تنعق وتنادي الآن باسم الدين في بعض البقية الباقية كمصر والدول الخليجية همّها الأول زرع الفتن بشتى الطرق والوسائل، وهذا لا يحزنني كثيراً لأن من يريد زرع الفتنة قد أتضح واتضح عداؤه، لكن الذي يحزّ في النفس أكثر وقد يشعر المرء بالغصّة والحزن واليأس هو أن ينعق غراب من أبنائنا وبني الجلدة من هذه الأوطان ،ويقوم بالتحريض المباشر وغير المباشر ضد دولته بمسمى غيرته على الدين ،وينفث سمومه أما عبر وسيلة من وسائل التواصل أو عبر منبر أو عبر جامع، ويعتبر ذلك لإخلاء مسؤليته أمام منتداه أو ملتقاه أو فرقته أو جماعته أو جامعته،وليلقى الله بعدها وهو أدى أمانته بالقتل والخراب والدمار ،وعصيان ولاة الأمر والمجاهرة بالاعتراض والتحريض الجاهل السفيه في نفسه والمسفّه لغيره،وللأسف الشديد يزعم أن هذا هو الدين بل وهو الإسلام الصحيح.
كف الأذى عن الطريق صدقة،وأنت تحرض على الدمار وتعتبره قربى؟
ننادي بالعلم لخدمة الإسلام وليس ضده، ننادي بالبحث العلمي لتطهير الإسلام مما علق فيه، وممن يزعمون أنهم خدمه ودواعشه ،وممن يسقطون ما يشاؤون من الآيات القرآنية التي لم يفهموها إصلا ويجتزئونها، ومن الأحاديث الضعيفة بل وحتى الموضوعة لإيراد حججهم الواهية، من هنا يتم قطع الطريق على من يدّعي خدمة الإسلام بالصراخ والعويل ونسخ الفتن ولزقها للعامة الذين يرددون ويعيدون مالا يعقلون.