يقول الإمام الشافعي :
جزا الله الشدائد كل خير ..... وإن كانت تغصصني بريقي.
وما شكري لها حمداً ولكن ..... عرفت بها عدوي من صديقي.
للمرة الثانيه تتعرض بلاد الحرمين للاعتداء من إتجاه وجهة أخرى ،نحسب أنا منها وهي من بعضِنا بعضٌ ، ليس من خلف ولا من واجهة، فنحن وجوه في كلّ إتجاه،متمسكين بديننا وعقيدتنا وأصالتنا وعروبتنا ،فنحن نكرم الضيف ونغيث الملهوف ولدينا الشهامة والمروءة.
نحن الرقم الصعب في التاريخ وفي السياسة، لا تستفزنا ذبابة بطنينها ولا لسعة بعوض، فنحن نتثبّت وسياسة قادتنا عُرفت بالحكمة وسعة الأفق والصدور بإتساع الصحاري والرمال التي علمتنا الصبر والحكمه ،كما علمتنا رمضائها الجلد والجساره فصقلت الأجساد التي تحمل أنقى العقول،وعلمتنا فراسة لاتعرفونها وبها توزن الأمور.
ننذر ونحذر ونقابل وجها لوجه،ونقول ونعمل إذا قلنا ،فنحن الحزم ونحن العزم ،ونحن شعبٌ وأحفادٌ لمن نشر الرسالة سلماً،وسطر التاريخ ابيضا ناصعاً،وعلت راية التوحيد خفاقة لأرض ملؤها نوراً وعدلاً،ليلها كنهارها ومن يزيغ عنها فهو من اختار أن يكون لنفسه لاشك هالك.
لم نغزوكم وقتها ولم ندخل دياركم فاتحين كما كذب عليكم مؤرخوكم، كنا نصد هجماتكم لاكتفاء شرّكم،فدحرناكم ببيض السيوف وصدور الأبطال ، ونتيجة لرعونة أجدادكم وإستبدادكم ولهيب ناركم التي عبدتموها بضلالاتكم وعبدتم الناس لأكاسرتكم أقبل أهلكم على الدخول في الإسلام دون إكراه فكان لهم مالنا وعليهم ما علينا ،فسقطت إمبراطوريتكم المبنيه على الجور والخرافات وعبادة نار أشعلتموها لتسجدوا لها فأحرقتكم.
دخلتم الإسلام بزعمكم بأهداف أجدادكم وبضغائنكم لإضعافه وتقسيمه وإحداث الفتن والشقاق والنفاق،فخذلتم من أدّعيتم مناصرته وقتلتموه، وخرجتم بخوارجكم وزادت ضغائنكم فتنازل الحسن فطردتموه، وأقمتم الحسين ودفعتموه للخروج على يزيد وقتلتموه،وهأنتم نتيجة خيبتكم تلطمون ولازلتم بشرككم تعبدون القبور،فالطموا وسيستمر اللطم فيكم الى يوم الدين،من أهتدى منكم قليل وخرج من لطمكم فهو منا ونحن منه معززا مكرما،ومن بقي منكم في الظلال سنزيده لطما فوق لطمه لنفسه،ولكننا نعرف أين وكيف ومتى نلطمه.
نعم نحن أحفاد من ناضل وذاد ،وربط بطنه بالحجارة من شدة جوعه ولم يخضع إلاّ لخالقه، نحن احفاد من حول الصحراء الى جنة بعزيمته ووحد جزيرته وأفنى عمره للذود عن حياض وطنه ونصر إسلامه وخذل عدوه وأغاظه وأفرح صديقه وآكاد حاسديه، نحن نعلّم الوفاء لِمن يُنكِّر الجميل ونُعلم الصبر للجمال ونعلّم الطريق لِمن يظلّ ونعلّم الجبال كيف ترسخ، فنحن طويق بشموخه ونحن طويق بثباته ونحن طويق بصموده،ونحن أُحد ونحن جبل اللوز ونحن آجا ونحن سلمى ونحن فيفا ونحن أثرب ونحن شدا ونحن نيس ونحن القاره ونحن رعوم،نحن جبال فوق هذه الجبال لنا رسوها ولنا ثباتها خلف القيادة . قيادة عُرفت بالحزم وحكومة عرفت بالعزم وجبهة داخليه راسخة كالجبال.
نحن شعب مؤمن بربه وصادق بعهده وكريم بطبعه وقوي بشجاعته، نسمع قول ربنا ونهتدي بهدى نبينا ونطيع ولاة أمرنا ،اين نحن منكم وأين أنتم منا، يامن تتعطشون للهلاك وتتباكون على الأموات وتنتهكون الحرمات وتحزنون على ما فات وتطمعون فيما هو آت، أنى لكم ثم أنى لكم فنحن جبال أمامكم سد منيع وللحرمين سور منيع نسعى للشهادة في سبيل وطن الحرمين وقبلة المسلمين ومهبط الوحي وأرض الرسالة وقبر أزكى وأشرف وأحسن خلق الله، لا شهادة أشرف منها وستجدونا ومعنا الله يحمينا وكل مسلم شريف أبي مؤمن بربه ورسوله وقبلته، ولن تكفي عمائمكم لأكفانكم فتعمموا بعمائم نسائكم وعمائم أعمامكم ومن معكم وأختار هذا الطريق لهلاككم.
بقلم الأستاذ : عبدالرحمن عون