بدأت سنة 1441 هـ الزمنية والدراسية وهي تعتبر أحد الأزمات السنوية التي تمر على أولياء الطلاب من تكبد المصاريف الدراسة والتي تبدأ من الورقة والقلم في الابتدائية حتى توفير السكن والمواصلات لطلاب وطالبات الجامعة. التوجه العام و الذي يواكب رؤية 2030 لابد أن ينظر باهتمام بالغ لموضوع المواصلات فكثرة السيارات تعني كثرة المواقف وكثرة الانبعاثات الحرارية من تلك المركبات. وأما السكن فأمر لا يقل عنها أهمية وخطورة.
وجولة بسيطة في أروقة اي جامعة سعودية ، تجد تكسد السيارات والاقتتال للحصول على موقف قريب فهذا هي ثقافة المجتمع لكل شاب سيارة مستقلة . في الوقت نفسه تقف شركة مواقف بالمرصاد لمن تسول له نفسه بالوقوف الخاطئ أو أن يستغل موقف خاص لدكتور جامعي ثم يدفع غرامة ثقيلة على الجيب والنفس ليسترد سيارته. أحد الزملاء حكى لي موقف حصل معه أيام دراسته الجامعية حين اضطر لمقابلة دكتور قصده في أمر مهم، لضيق الوقت لم يجد إلا موقف مدير القسم ليقف به. حصل زميلي على مراده من الدكتور خلال عشر دقائق بالتمام والكمال. لكن حين خرج لم يجد سيارته فلقد استدعى مدير القسم، الأمن بنفسه ليجر السيارة وما كان من زميلي الا الانزواء ثم الاختباء من عيون المدير النارية التي تبحث عمن سولت له نفسه في أخذ موقف "المدير" ثم استلاف مبلغ الغرامة ليسترد سيارته!
الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة وهي توفير وسائل النقل العام مثل الحافلات او حتى " الترام" خاصة في فترة الصيف و درجات الحرارة المرتفعة تعتبر حلاً ملائماً يناسب الجميع خاصة في بعد مباني الدراسة بعضها عن بعص.
المعضلة الأخرى هي توفير سكن ملائم للطلاب والطالبات، فهذا يوفر أجواء مناسبة للمذاكرة ومراجعة الدروس خاصة لمن هم خارج المنطقة ولا اهل لهم بتلك الديار. و إن اكتظ السكن الجامعي بما فيه، تلجاء الجامعة إلى أليات جديدة عسيرة في القبول وخاصة في المدن السعودية التي تواكبها مناسبات دينية او جتماعية تجعل توفير السكن أمر عسر حتى خارج السكن الجامعي مثل مكة المكرمة.
الشباب هم افضل عمل استثماري لمستقبل البلاد و المشوار يبدأ بالدراسة وتوفير الأجواء الملائمة لهم وحتى لا يندى جبينهم عرقا من حرارة الجو او الخوف من مدير قسم كما حصل لزميلي.