الأمراض هي كل ما يصيب الجسم بعطب و يؤخره عن أداء عمله الطبيعي. منذ بزوق شمس الخليفة و اندلاع ألسنة المعرفة، وديدن العالم العامل هَو محاربة الأمراض وإيجاد الترياق المناسب لكل نوع. كان للعرب المسلمين نصيب الأسد في بداياته فوضع العلماء لب علومهم في كُتب مثل إبن سينا لري بذرة الطب التي كادت أن تجف. ومن ثم استلم علماء العالم الراية و جاهدوا الأمراض حتى أنهم جربوا مصل على فلذات اكبادهم مثل ادوارد جينر في ١٧٩٦م
تركيزهم كان على الأمراض الجسدية والتي تصيب الأعضاء مثل العين أو المعدة و لكن اكتشف العلماء أن هناك المزيد من أمراض لا تقل خطورة، ٠فاكتشفوا الامراض النفسية تلك التي تصيب العقل. لكن بداية تشخيص تلك الامراض كانت لا تعدو كونها مس من الجن او الأرواح الشريرة. لذلك نعت الأنبياء بأن الشيطان او الجن قد تلبسوهم و قد ذكرت كلمة مجنون ١١ مرة بالقرآن الكريم. كان المرضى في ذلك العصر يقيدون بالسلال و يسجنون بعيدا عن البشر مثل الوسواس القهري او الاكتئاب
اول مرة ظهر بها الطب النفسي كان رودوف غوكل والصرع كان أول مرض نفسي يشخص و أشهر من كتب به كان فرويد وحتي
هذه الامراض النفسية ركب لها العلماء دواء مناسب
ديننا الإسلامي نبه الي نوع ثالث من الأمراض لا يقل خطورة وحتى الاديان الأخرى اهتمت بعالجه وهي الامراض الروحية تلك التي تصيب النفس وتنخرها من الداخل كالسوس.
مصدر تلك الامراض هو ابليس الذي لا زال حاقداً على ادم وابناؤه منذ أن حُرم من الجنة. الامراض التي تعطل عقل الإنسان السليم عن العمل والسعي في صلاح الأرض رغم صلاح جسمه.
اهم تلك الامراض ذكرها سيد شباب اهل الجنة الحسن بن علي حين وصفها بالمهلكات الثلاث وهي
الحسد والكبر والحرص
الحسد مرض روحي عجيب يصيب الاغنياء والفقراء، العلماء وحتى الجهلاء. حتى علماء الدين لم يسلموا منه فتجد بعضهم ينتقد عالم آخر في نفس مجاله و يتقصي اخطاؤه لا لسبب الا بيسقط منزلته أمام الملأ.
الكبر مصيبة عظمى حين يظن اي ناجح في عمله ان لا حاجة له لرأي غيره و يستغنى عن المستشارين و يرمي برايهم عرض الحائط ومن امثاله جنون العظمة اللذي حول دول قيادية الي دول منهارة
الحرص او البخل مرض يغيظ يشوه عمل كل جميل مهما كان عفيف او غنياً
علاج تلك الأمراض هي قهر النفس و ثنيها عن نزواتها و المحبة للاخرين وبذل يد المساعدة لهم. ويكفي حديث الحبيب احب الناس للخالق أنفعهم للخلق