في هذا الشهر ننكب على تلاوة القرأن و التلاوة الصحيحة ليست فقط بحلاوة اللسان و انما بالتفكر. و شخصيا اتوقف بالتفكير خاصة عند الايات التي تذكر الحيوان في اكثر من موقف. وهي علاقة فريدة عجيبة و كأنما هذا الكائن الذي نجهل الكثير من خفايا اموره الغامضة. اليس الغراب هو من علم قابيل كيف يواري جثمان أخيه! وحتى الان تذكر الأبحاث و المهتمين بدراسة عالم الحيوان ان الغراب يتربع على هرم ذكاء الكائنات الأخرى. لذا استشرت صديقتي ويكيبيدا عن تاريخ تريبة الانسان للحيوان و كيف طوعها لارادته. كانت الدراسة تعتمد على الاثار التي وجدت مع الانسان القديم و الرسومات على الجدران ولم تكن مفاجأة ان اول حيوان استأنسه الانسان كان الكلب منذ 12،000 سنة قبل الميلاد، و ربما هذا يفسر قول الحكم القديمة حول كون الكلب، صديق الانسان الوفي. الحيوان التالي كان الماعز و الخروف منذ تسعة الاف سنة ثم الابقار منذ أربعة الاف سنة قبل الميلاد . منذ ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد ربي الانسان الحصان والهر و الحمار تقريبا. تلا ذلك بعد الف سنة تقريبا تربية الجمال في أمريكا الجنوبية و الدجاج في بعض مناطق اسيا.
شارك الحيوان الانسان في حياته اليومية و في حروبه كجندي مدجج بالسلاح و كانت الافيال التي رباها الانسان بالهند أولا منذ الفين سنة قبل الميلاد كالمارد المدمر امام الأعداء. كما شارك العقاب ، وليس النسر آكل الجيف ، اعلام الدول و راياتها ودروع فرسانها الاشاوس. كما افتخر الملوك باقتناء الخيول العربية الرشيقة و طيور الشاهين و الباشق و صيد الفهود والثعالب. و اعتقدت الاقوام الماضية بقدسية الحيوانات، فاتخذت كل منطقة اقوى حيوان بها كآله، فمصر قدست الكوبرا و استراليا التمساح و أمريكا الجنوبية افعى الانوكودا الضخمة و الجاكوار و الهند قدست الفيل والنمر كذلك مملكة سيام ، تايلند حاليا والتي رفضت في وقت سابق منتج كلوقز فروستيز لانه وضع النمر في حالة ساخرة.
و أوحى له بالكثير من الأفكار كالطيران و صناعة الدبابات و الغطس و استخراج السم. و الأخيرة نصيحة ممتازة للعاطلين عن العمل فتربية العقارب و الافاعي السامة لاستخراج سمها و بيعه اكثر الاعمال ربحا و لا تحتاج الكثير من الطعام فغرام سم العقارب يصل الى 12000 دولار. وهي مهنة افكر بها بجدية بعد ان يتقاعد قلمي عن كتابة المقالات والروايات و تتقاعد رجلاي عن الهندسة.
الحديث حولها يطول وما احوجنا لبرامج عربية تنير العقول حول هذا الكائن الذي يشاركنا كل شيء في حياتنا اليومية كما فعل الأستاذ الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في برنامج العلم والايمان. الذي اتخذ علمه و فكره ساجا منيرا في عالمنا العربي بدلا من التفاهات التي انكب عليها المشاهد هذه الأيام. والتي للأسف تبلغ قمتها في هذا الشهر الفضيل.
لذا احبتي اقرأوا كتاب الله بتمعن و تفكر ففي كل آية دلالة و اعجاز و ارتباط الخلق بالخالق. وان اردتم تأجيل ذلك لما بعد شهر رمضان بوضع علامة ترجع لها في الشهور القادمة.