أنظـــــــر إليـــها تــمـلأُ الأُفـــقا
لا ظُلْمَةً تـــخــشى ولا غَسَـــــقا
ما أشــرقتْ إلاَّ وقد مَسَــحـــــتْ
معنى الغروبِ ، وأَلْغتِ الشَّفـــقا
كسرتْ رِتَاجَ الوهم ، ما تـركتْ
سـدَّاً يحاصــرُها ولا نَفــــــــــقا
سطعتْ فصار الكونُ مَشْرِقـــها
وغــــــــــدا لها ولنُـــورِها أُفــقا
أنظرُ إليــــها لا تَـــــــمــــدُّ يــداً
إلا وتنثرُ عِـطْــــــــرَها العَبــــقا
بيضاءُ ناصــعةُ البيـــاضِ ، بها
عَرَفَ الجـمـالُ الحُـــسْنَ واتَّسقا
لكأنَّـــني بالـحـــــسـنِ يَرْمُـــقـها
فيعودَ مَبْـــــــهوراً بـمـا رَمَـــقا
سبحان من أعطى الجـــمالَ لها
الوجـــهَ والعينــــــين والـحــدَقا
برزتْ فــــمـدَّ الكـونُ أجــــمعُه
لـجـمـالها وجــــــــلالها العُـنُــقَا
ما أزمعتْ ســــيراً إلى هَــــدَفٍ
إلا وأَسعـــــدَ سيرُها الطُّــــــرُقَا
تمـشي فــتسقـــط دونَــــــها بِدَعٌ
وتظـــــلُّ تَســـبـقُ كلَّ مَنْ سَــبقا
وتظــــــلُّ تفـتـــــــح كلَّ نافــــذةٍ
للخيـر، تَرْتُق كلَّمـا انْـــــفــــــتـقا
هي سُـــنَّة الهـــادي البشــــير فيا
طوبى لمــن شربَ الهــدى وسَقَا
هي سنةُ الهــادي الذي صــــدقتْ
أفـــــعالُه ، ومَـقــــــالُه صَــــدَقا
حــــــمل الأمــانةَ دونـمـــــا مللٍ
وعــلى بُراقِ الـهـــــمَّة انطلــــقا
ترك الـمحــــــــجَّة كالضــياءِ لنا
مِنْ حَوْلهَا ، صَرْحُ الهدى سَمَــقا
لله دَرُّ الـمــــجـــــد ، أبصــــــرَه
شهمـا ، فـمـــــدَّ يديه واعـتنـــقا
لله دَرُّ الـمـــــــــــكـــرمات رأتْ
أَلــــــق الرَّسولِ فحيَّـــت الأَلــقا
لله درُّ الصِّـــــــــــــدق لازَمـــه
مــن يومِ مَوْلــــده ، فـمـا افـترقا
لله دَرُّ العــــــلــم أَسْـــــــلـــــمَه
مفــــــتاحهُ ، وبــعــــلمه وَثـــقا
أو لم تكنْ آيُ الكــــــــتاب وما
فيها من التقــــوى له خُـلُــقا ؟!
يا رحلتي في حُــبِّ مَنْـهـجــنا
كم بارقٍ من لهـــــفـتي بَرَقـــا
مازِلْتُ أَستــــدني البعـيد فـمـا
أدناه من قــلبي إذا أخَــــفَــــقا
ناديتُ واستـــمْطْرتُ ذاكـرتي
فرأيتُ غــــيثَ سعادتي غَـدَقا
ورأيتُ خيرَ الــــنَّاس، سُنَّــتُـه
تَشفي الصدورَ وتُطفئ الحرَقَا
يا سُنَّـةَ الهـــــادي إليـكِ هَـــفا
قلبٌ تصـــبَّح منـكِ واغـــتـبـقا
قلــبٌ إلى الرحـمـــن وُجْـهـتـه
يأبى الـخضوعَ لغير مَنْ خَـلـقا
بكِ ـ بعدَ آيــاتِ الكتـابِ ـ رأى
نـورَ اليـــقـــين فـــودَّع الأَرَقا
يا سنَّـــــةَ الهادي البـشـير أرى
فيـــكِ الهدايةَ ، نـخــــلُها بَسَـقا
مازلـتِ نــــبراسـاً نســـــير به
مـهـما ادلـهمَّ الليـــلُ وانطبــــقا
مازلتِ مـــــركبنا الأَصيل وإنْ
هــاج الـمحيطُ وموجُه اصـطفقا
أنتِ الشـــفاءُ من الغــلــــوِّ ومن
ســـوءِ الطبـــاع وفسقِ مَنْ فسَقا
أنتِ الدَّواءُ لـــمن يُـخــــــــالطُه
داءُ الهـوى أو يشتكي نَــــــزَقَا
مِنْ منبـع القــــرآنِ أنتِ ، فـمـا
أصـــفاكِ هــدياً صـــادقاً وتقـى
مَنْ حادَ عنـكِ ، رأى الحياةَ بلا
معنىً وعــــاش الـهــمَّ والقـلقا
كم بِدْعَــــــةٍ ظلَّـتْ بصاحبـها
حتى اكتوى بالنَّـار واحـــترقا
كَرِهَ الـجـمـاعةَ، طَوْع بِدْعَـتهِ
وتـتـبَّـــع الأهـــواءَ ، والفرَقَا
إني أقــولُ لـمن تـخـــــــطَّـفهُ
وهـمٌ وتـــابع كلَّ مَنْ نَعَـقَـــــا
يا غارقاً في وَهْـــم بدعـــتـــه
أمـــــددْ يديك وودِّع الغَــــرقا
يا مُوْغِــــلاً في ليلِ حَيــرَتــه
أوَ ما ترى الفجرَ الذي انبــثقا
خُذْها إلـــــيكَ حقيـــقةً سطَعتْ
واقرأْ عليـها النَّـاسَ والفلـــقـــا
في السُّنَّةِ الغــرَّاءِ مُنْـتــجــــع
أشـجـارُه لا تُـــــسقــطُ الوَرَقا
#البخاريخطأحمر
#البخاري_ومسلم
#صحيح_البخاري
#العشماوي