الخيوط الرفيعة تُخيطُ قميصًا رائعًا ، الألوان القاتمة تُبهرك بلوحة هادفة ، الأوراق الفارغة أصبحت كتابًا ناجحًا ، قطرات من الماء سيبت نهرًا جاريًا ، تلك البذور الملقية على الأرض سببًا لاخضرار وازدهار بستانًا كاملاً ..
لكل بداية بداية ومن تلك البداية ستبدأ القصة ..
امرأة عجوز بلغت الثمانين من عمرها كانت تجمع الكرز والتوت لتصنع حلوى تعمل على تشكيلها بشكل بهلواني مضحك ، تُضحك بها أحفادها الصِغار في أثناء صناعتها يضحك الجميع إلى أن تنتهي فتقدمها لهم واحدًا واحدًا وفِي كُلِ مرة كانت تفعل ذات الأمر .
مرضت العجوز فشق عليها ذلك الأمر فحزن الصِغار ، ليس لأنها لم تقدم لهم حلوى التوت والكرز ، بل ستختلف البداية فستقدمها لهم جاهزة ، ففتقدوا تلك البداية المليئة بالحركات البهلوانية التي تضحكهم .
لم يختلف طعم الحلوى ، ولم يختلف عطاء تلك العجوز ، كان الاختلاف في البداية .
ومن تلك القصة ثمت بداية لعطاء يبقى في القلب أعمق من العطاء ذاته ..
أنت أيضًا أظهر لنفسك بداية قبل بدايتك التي اعتدت عليها !
ابتسم قبل أن تُلقي التحية ، لون عطاءك بألوان الحب قبل أن تُعطي ، تفنن في الكلمات الرائعة قبل أن تُهدي ما لديك ، بادر في سكب الود قبل أن تلقاه ، انشر السلام ، ازرع من نفسك حقلاً مشرقًا ، كُن أنت ضحكة أحدهم ، وكُن سعادة لآخر ، كُن بداية الضوء والدفء في ذلك المكان الذي أنت فيه ، كُن بداية رائعة لكل من مر بك أو عَبر من أمامك .
أنت البداية ، فاجعل من البداية بداية رائعة يُفتقَد مذاقها في غيابك .
1 comment
1 ping
ابراهيم موسى هوساوي
16/02/2019 at 10:43 ص[3] Link to this comment
وفقك الله اختي راوية مميزة كعادتك