هناك مواقف وإن لم تكن لك، تشاهدها فتعجب منها ستفكر بها كثيراً وستكون بمثابة درس لمن يستفيد من تلك المواقف بنظرة شمولية لها
فكأنها دورة تدريبية تحملت المشاق أو الوقت لكي تستفيد منها
فانظر جيدا ليومك لأنه سيكون دورة حياتية تطبيقية استفد منها قدر المستطاع لتغير حياتك وفق ماتريد وتحتاج
ولكن تلك اليوميات تختلف من شخص لآخر فمنهم من ينظر للمواقف أنها حظ سيئ وتعب وعناء فيسخط على نفسه وللأسف يتكرر نفس الموقف ربما في نفس الأسبوع
ولكن هناك عقول تفكر وتستفيد من كل شيء فيكون ذلك الدرس قد فهم وحقق المراد بأنه أدرك ماينبغي عليه فعله في المرات القادمة
لكل موقف يكون لك تجربة وخبرة ويضيف إلى حياتك الكثير سواء أكان إيجابيا أم سلبياً
نعم هناك مواقف تجعلك في دائرة الإحباط والإعياء لكنك تعلمت شيئا جديداً ستدرك بعدها قيمة الأشياء والمواقف والبشر
ستدرك أنك مستمر وأن الأيام تمر وأنت في دهاليز مظلمة ومؤلمة لكن إلى متى ستكون كذلك
الحياة بطبيعتها مختلفة في مواقفها ولكن ستكتشف يوماً أنها كانت سبباً في تعلمك الكثير وصقل ذلك الضعف إلى قوة داخلية أدركت معها الكثير من الإيجابية في حياتك.
<<الحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية لاتتوقف أبدا عند سطر حزين قد تكون النهاية جميلة>>
والإنسان الذي يملك العزيمة وتتغير نظرته إلى ذاته بأن يحول كل تلك المواقف المؤلمة أو المحبطة بقوة صبره وعزيمته وجهده وعمله وتخلصه من كل شيء سلبي بذاته واستغلاله كل تلك المواقف بأن تكون قوة له ليس ضعفا، ذلك كله يكون إحساسا داخليا يدرك بعدها طريق النور فيسلكه بكل سعادة ووقار ويدرك أنه بيده هو نعم بيده هو ذلك التغيير الذي يطرأ في حياته عندما يطور من ذاته ويبدأ بنظرته الإيجابية إلى داخله لتكون قوة خارجية ينطلق بها نحو الحياة وتكون له نوراً يضيء بها حياته
إن الشخص الذي لا يصغي ولا ينظر إلى المواقف من حوله سواء حدثت له أو لغيره لا أظنه يمكنه سماع النصائح التي تنتجها له الحياة في كل لحظة تعلم من ذاتك وتعلم من دروس المواقف التي تحدث للآخرين أيضا
<<اجعل كل حدث وموقف في يومك أو حياتك هو تطوير لمهاراتك وإضافة إيجابية لحياتك اجعلها قوة تغير ذلك الخطأ بإرادتك وعمق تفكيرك .
قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى
ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها
أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة
تملي الدروس و جلّ ما تمليه
سلها وإن صمتت فصمت جلالها
أجلى من التصريح و التنويه
بقلم الأستاذ : حسين عبيد الصعب
قائد مدرسة سعيد بن العاص بالليث
١٤٤٠/٦/٨