( جنّة الحياة الدنيا )
إنّ ما يُعتبر جنّة في الأرض هو الحبّ والفهم والألفة بين اثنين كان جمعهما مصير وقدر واحد وقررا التمسك ببعضهما حتى النهاية ، وأن يكونا لبعضهم البعض بلسماً شافياً من أحافير الزمن وابتلاءات وصعوبات الحياة ، وأعطوا ظهريهما لهذا الكون وما فيه من تناقضات وظلم ونفاق قررا أن يكونا صادقين مع بعضهما رغم كلِّ الصعوبات ، وأن يتجاهلون تقييم الناس لهما بالابتعاد عن رؤية نفسيهما بمرآة الآخرين ....
لقد قررا أن يستغلان أدنى لحظات السعادة التي تصادفهما وفي أحلك ظروفهما من الضعف والألم ،
لقد قررا أن يكونا أقوى من كلِّ العيوب ومن اللحظات الصعبة وحتى ساعات الغياب لأنّ قلبيهما محاط بدفء الثقة والإخلاص المتبادل بينهما...
لقد قررا أن يتشاركا مع بعض كلَّ التفاصيل الصغيرة بينهما ويقومان أحياناً بإيقاظ ذلك الطفل المجنون وإطلاق سراحه من نفسيهما ،
إنّ الحب والألفة والصفاء النفسي هو الذي يبني الروح وكذلك القلب السليم وعندما يترسخ الحبّ في القلب لا يترك مكاناً لوسوسة الشيطان ليفرق بينهما ،
والحبّ عندما يكون متمكناً من اثنين يصبح أحدهما مكشوف للآخر ولو كان بعيداً عنه يعرف تفاصيله وفرحه وحزنه من نبرة صوته ...
وأما إن تقابلا فلمسة اليد باليد كافية لتحكي كل قصة الغياب ..
لمسة واحدة لكف اليد يعرف المحب فيها جميع تفاصيل محبوبه ...
نحن الآن نعيش في زمن أصبح فيه الحبّ الحقيقي تاريخاً أو تراثاً نقرأه في الكتب ونقول : يرحم أيام زمان ...
لأننا في زمن أصبح الحبّ فيه كلام نظري وليس فعلاً أو ممارسة تلامس حياتنا اليومية ونعيشه واقعاً ...
حتى أصبح يوصف من كان نقياً في هذا العصر بأنه : طيب ومسكين ..
وأخيراً أقول لمن وهبه الله إنساناً يحبه بهذه الصفات عليه أن يتمسك به حتى الرمق الأخير لأنه هو جنته في هذه الدنيا ......
1 comment
1 ping
رهف عبدالقادر التركي
31/01/2019 at 3:07 م[3] Link to this comment
جميل جدا وصف علاقه الحب الجميل بين الزوجين ابدعت استاذه بتول