جميع الدول تسعى للبحث عن عيش آمن مستقر ، وإنما لايتم ذلك إلا بالحوار والتفاهم بين أبنائها دون إقصاء أحد .
على هذا الأساس وُجِدَت الإنتخابات ليتقدم من خلالها أصحاب الآراء المختلفة ، والتوجهات المتباينة ، ليتم اختيار من له الحظ لخدمة الوطن والمواطن .
وغالبا نجد أن الدول التي تتمتع بالديمقراطية تقوم على احترام إرادة الشعب في تحقيق مصالحه ، وبناء مستقبله.
إن جزرالقمر من الدول العربية الإفريقية التي عاشت مع الإستعمار الفرنسي منذ فترة ، واستقلت عام ١٩٧٥م ، ولم تزل بعد الإستقلال بعيدة عن الإنقلابات مما أدت إلى عدم استقرارها ، فكانت النتيجة أنها تعيش تحت سقف البطالة والفقر .
إن جزرالقمر بعد الإضطرابات التي شهدتها من عام ١٩٩٦م أيام حكم الرئيس الراحل المرحوم محمد تقي وظهور حركة الإنفصال في جزيرة ( أنجوان) جاءت اتفاقيات فومبوني بجزيرة ( موهيلي ) لتضع حدا لحركة الإنفصال وعودة الجزر إلى الوحدة والوئام في ١٧ من فبراير ٢٠٠١م ، وذلك لتداول السلطة بين الجزر في كل خمس سنوات.
ومن المُدْهِش أن بعض الأطراف السياسية تريد نقض الإتفاقيات لمصالح شخصية ،وعدم الشعور بالوحدة والترابط بين ابناء الجزر.
فيأتي الدكتور كرهيلا معلنا بعد تقديم نفسه للترشح برئاسة جزرالقمر على أنه سيحافظ بعد فوزه لمنصب الرئاسة على إتفاقيات فومبوني حيث جنبت الجزر عن الإنقلابات ونيل كل جزيرة حق القيادة خلال خمس سنوات .
فالدكتور كرهيلا تولى منصب الأمانة العامة للحزب الحاكم ، وقدم استقالته عن المنصب في مؤتمر صحفي أعلن رفضه التام عن المساس بوحدة الجزر وما يجعلها تعيش آمنة مطمئنة .
وهو يرى أن ترشحه جاء سعيا لوحدة الجزر وإنقاذها من النفق المظلم إليه بسبب سياسة الحزب الحاكم اليوم ، مبينا أن الحياة السعيدة للجزر الإهتمام بالمصالحة الوطنية والتنمية ، وذلك أن كثيرا من السياسيين المعتقلين جاء نتيجة الإستبداد والإجراءات التعسفية .
و بعد تقديمه للترشح قام بجولة تفقدية لجزيرة أنجوان لتثبيت موقفه المعلن على محافظة الوحدة الوطنية وتداول السلطة ومحاربة كل ما يعكر صفو أجواء الأخوة القمرية ، فلقيت زيارته ترحيبا لدى أهل الجزيرة متضامنين معه ليكون هو الرئيس القادم للجزر بعد ٢٤ من مارس ٢٠١٩م.
فهو المترشح الذي باشر العديد من الملفات الساخنة وتم النجاح فيها ، كان مستشارا خاصا للشؤو ن العربية للرئيس المرحوم محمد تقي عبد الكريم ١٩٦٩م ، وفي عام ١٩٩٨-٢٠٠٦م سفيرا لجزرالقمر لدول الخليج العربي مقيما بالرياض .
فسيرته العلمية تشهد له بمدى ثقافته الواسعة ، فهو من خريجي كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، إضافة إلى دراسته في جامعة باريس ٨ وحصوله على الماجستير فيها .
ومن المشهورين في عالم التأليف ، فلقد كتب خمسة كتب باللغة العربية ، من أبرزها (جهود المملكة العربية السعودية في دعم التنمية الشاملة في جزرالقمر )
وتقلد منصب سفير النوايا الحسنة في حفلة رسمية نظمتها مملكة النرويج برعاية إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة .
ومن الأعمال الإنسانية فهو مدير مؤسسة الوفاء للتنمية والأعمال الإنسانية في جزرالقمر .
وفي برنامجه الإنتخابي دعم للوسطية والإعتدال ونبذ للتطرف والإرهاب في ديننا الحنيف .
فدعمه وتأييده للوصول إلى كرسي رئاسة جزرالقمر تحقيق للأمل المنشود .
كاتب رأي