توثيق الحدث بالصورة والكتابة شكل من أشكال الأمانة , وضرورة ملحة إذا مانظرنا للاندثار الذي قد يعصف بأي عمل لاسيما في خضم الضخ الالكتروني الهائل الذي نتموج فوقه اليوم . فإذن لابأس بالتوثيق وعلى الأقل من قبيل حفظ المنجز وإعطاء كل ذي حق حقه .
لكن !!!
التوثيق الذي لايحمل من اسمه إلا صورة لشخص يمثل انه يزرع أو يسقي أو يكتب أو يقرأ ترافقها أسطر مكتوبة لاتنتمي للحقيقة بشيء اعتبره ليس توثيقا هاما وإنما يدخل تحت عنوان ( هانحن نعمل ألا ترونا ؟؟)
ياسادة : أغلبنا أصبح ممثلا وأغلبنا الآخر بات كومبارسا للممثل نتظاهر في الصور أننا نعمل بشكل جاد ونحن نمثل , ونكتب كلاما أنه وقع ونحن نبالغ أو نكذب , نصنع الحقيقة على أنها حقيقة والحقيقة في نفسها تقول عنا كذابون , وهذا مابات جليا في أغلب تقاريرنا التي نرفعها عادة لصاحب المعالي أو صاحب السعادة ولذا ظهر لدينا فجوة بين الإدارة والميدان . فالخطوط التي ترسمها الإدارة ترتد إليها بأرقام غير دقيقة فينعكس ذلك على مؤشرات الأداء ونسب الانجاز وبالتالي يلتوي المنحنى التكراري نحو اتجاه غير دقيق وكل ذلك ينتج عنه ميدان متخم بالمشكلات يكتشفه وزير فيبادر بإعلان خطة عمل تعود بنا للمربع الأول.
فما الحل إذن ؟؟
الحل – في نظري- يكمن في قياس رضا المستفيد أولا ...
ففي التعليم مثلا : لو استهدفنا شريحة الطلاب – كمستفيد مباشر - ووضعنا لهم استبانة الكترونية تقيس بشكل حقيقي مدى رضاهم عن : المنهج والمعلم والنشاط واليوم الدراسي والمدرسة والنقل المدرسي والتجهيزات المدرسية وعلاقة المدرسة بالبيت وعلاقتها بإدارة التعليم وماهي السلبيات ؟ وما المقترحات ؟ ... الخ لعرفنا حقيقة مانخطط له بشكل دقيق ولاستطعنا أن نضع أيدينا على الجرح ونداويه قبل أن يستفحل وهكذا لكل قطاعات الحكومة الأخرى حتى لانضطر أن نعود لبداية السطر لنعدل الأخطاء , فذاك عبء لايطاق .
أيها الأعزاء : لا أظن أن مسؤولا حقيقيا يغضبه العبوس الذي يشاهده في الصور المرفقة بالتقارير المرفوعة إليه بقدر مايسعده ذلك لأنه سيعرف أن هناك خللا ما ويجب عليه أن يصلحه .
نصيحه : ابتسموا لتظهر الصورة حلوه .. ولكن في مناسباتكم العائلية فقط لو سمحتم
بقلم : توفيق الغنام