هذه الحكمة القصيرة تصلح منهاج تاما للكثير من جوانب الحياة. عندما نتساءل لما تفشل برامج الحمية التي تتبع نظاما صارما في أياما معدودة او حتى شهور ثم يعود الجسم اكثر بدانة مما كان؟ و عندما ترى بعض الخطب الطويلة التي تلهب الأجواء لكن سرعان ما تتبخر كلماتها بعد بعضة أيام و ربما سويعات. عندما نرى رجالا اثرياء يملكون الملايين ثم انتهوا فقراء مدعقين
كل هذا بسبب الزخم الذي يندفع فجأة ثم ينتهي بعد فترة بسيطة و سبب فشله صعوبة الالتزام به او الحصول عليه. سأذكر للتوضيح اثنين من الأصدقاء الذي تربطني بهم صداقة تنقطع لفترة ثم ما تلبث الا وتعود من أيام المراهقة. الأول كان رياضيا ممتازا و من المتدربين بصالة رفع الاثقال والحديد و كانا نلوذ به حين نستشعر الخطر الداهم ام الاخر فهو ذا جسم معتدل و يمارس المشي يوميا لمدة نصف ساعة و تمارين الضغط لعشرون مرة. بالأمس القريب التقيت بالاثنين فهالني ما رأيت الأول تحول لكتلة مترهلة من الشحم واللحم بينما الاخر لا زال بنفس الجسد و حين اختليت به و سالته عن جدوله فرد بابتسامة وديعة:
"نظامي لم يتغير ،نصف ساعة مشي ولا زال يمارس تمارين الضغط" وهنا اذكر ان اعمارنا شارفت على الخمسين.
حتى في أمور التجارة معظم من خسر مدخراته و ثروته كانت في فترة الكثير المنقطع او الطفرة كما يحلو لنا ان نسميها بينما من ادخر ماله للمستقبل وجد ما يضيء له اخر أيامه. معظم الأصدقاء اللذين عاشوا مرتاحين اخر ايامهم هم من لم يغامروا بأموالهم في مشاريع خاسرة و اكتفوا بالدخل الثابت والنمو المستقر بالتجارة حتى لو كان بسيط. بينما معظم من غامر بأمواله خسرها في صفقات كبيرة كان يأمل من وراءها الثراء والمجد مثل طفرات الأسهم او التضخم العقاري . مثال صارخ على هذا، كبار الفنانين وابطال الرياضة الذي كانوا يتلاعبوا بالملايين و يتم استقبالهم من كبار القوم، اضحوا فقراء مدعقين بل بعضهم فقد حتى قوت يومه.
في النصيحة، وخاصة مع احباب قلوبنا المراهقون والشباب، ننهال عليهم بخطب طويلة والتي غالبا لن يفهموا نصفها او يطبقوا ربعها ثم يغلب علينا اليأس و نتركهم. بينما لو التزمنا بنصيحه قصيرة يوميا و بصوت هادئ فلسوف يفهموها و لن ينسوها لأننا زرعناها بهم ثم نلقنهم نصيحة أخرى و أخرى حتى يستقيم امر الولد. ولو عدنا لأجدادنا لرأيناهم قليلي الكلام ،يصرون على أمور معينة مثل الالتزام بالصلاة والخلق الحسن ولم يكونوا من هواة الخطب العصماء الطويلة التي تلتهم جهودنا او التدخل في كل شؤون الولد فاصبح كلاً على والديها لا يجرؤ على اتخاذ ايسر القرارات.
ختاما طبقوا هذه الحكمة الرائدة في كل اركان حياتكم و لسوف ترون تغيير تام في حياتكم والله الموفق
2 comments
2 pings
عبدالله
23/12/2018 at 7:45 م[3] Link to this comment
احسنت ايها الكاتب المبدع
فاطمه محمد
23/12/2018 at 8:55 م[3] Link to this comment
كلامك صحيح .. شكرا استاذي الكاتب علي موضوع نحن بحاجه اليه في زمننا هذا