التّحوّل الرّقميّ:
لقد أكدت في مناسبات سابقة متتالية أن التحول الرقمي هو ظاهرة حتميّة، يتسارع تحكمه في حياة الإنسان، بدرجة قد تفوق قدرته على التّكيّف معها، إن لم نتخذ الإجراءات اللازمة لمواكبة هذا التطوّر. في النتيجة ستصبح التّعاملات كلّها بين الدّول والأفراد "رقميّة" دون تواصل بشريّ. لقد تحقّق كثير من هذا التطوّر، حتى الآن، ولكنّ المزيد آتٍ قريبًا، وسيشمل النّشاطات والممارسات كافة، إمّا لإحكام السّيطرة الكاملة على نشاط يتمّ حاليًّا التّعامل الرّقميّ به جزئيًّا كالتّعلّم، والإدارة، والتّجارة، والنّقل، وغيرها؛ وإمّا لغزو نشاطات إنسانية جديدة لم تنتقل بعد من إطارها التّقليديّ إلى الإطار الرّقميّ.
إزاء ذلك، علينا أن نستعد للثّورة الرّقميّة بكامل تجلّياتها؛ حتى لا نتخلّف، وتتوسّع الفجوة بين التّقليديّ، فاقد الصّلاحية، والحديث الذي يمثّل المستقبل.. إنّها مسابقة مع الزمن ولا مجال فيها إلى الانتظار أو التّراخي.
الصّراع على أحاديّة النّظام الدّوليّ:
أحادية النظام – أو النظام الدولي الخاضع للقطبية الأحادية – تعني ببساطة تحكّم دولة عظمى بمصير بقية دول العالم؛ من خلال سيطرة تلك الدولة على منظمة الأمم المتحدة، وتحكّمها بقراراتها. وهذا الوضع هو أسوأ ما يمكن أن يبتلى به عالمنا؛ من حيث ممارساته التي لا تخضع إلى القانون الدولي، ولا إلى مبادئ التعامل السليمة بين الدول، ولا إلى معايير العدالة، ولا إلى احترام حقوق الدول الأخرى أو مصالحها المشروعة، وبالتالي فإن ممارسات القطب الواحد قد تجّر إلى كل ما يخالف ذلك مثل شنّ الحروب، والعدوان، وفرض العقوبات، والهيمنة، وفرض السّيطرة بأساليب الابتزاز والتهديد والترهيب وغير ذلك. إن هذه الظاهرة مألوفة لدينا في الوطن العربي؛ نتيجة لما تتعرّض لها دولنا من تسلّط الدول العظمى منفردة أو مجتمعة.
هل "ثنائية النظام" هي الحل؟ أي "حكم القطبين". الجواب قطعًا "كلا".
خلال مرحلة الحرب الباردة (أي قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي) كان النظام الدولي يخضع لقطبية ثنائية. الاتحاد السوفيتي، وحلفائه من جهة، والولايات المتحدة، وحلفائها من الجهة الأخرى.. وقد أوجدت القطبية الثنائية بعض التوازن؛ من حيث تصدّي أحد القطبين لأيّ إجراء من القطب الآخر قد يمسّ مصالحه، أو مصالح الدول التابعة له.
وهذا التصدي المتبادل منع حالات تسلط فردية؛ أي منع الضّرر، وليس بالضّرورة تحقيق العدالة، ولا حتى المنفعة، وهذا في حالة الاختلاف على موقف ما، ولكن هنالك أمثلة على اتّفاق القطبين على إجراءات، وسياسات لم تكن متطابقة مع القانون الدّوليّ.. وفي مثل تلك الحالات كانت المنظمة الدولية تخضع لاتفاق الكبار، وتصدر قرارات مجحفة، وغير قانونيّة بحقّ الدّول الضّعيفة.
الدولار كعملة دولية:
عندما انهار الاتحاد السوفياتي في العقد الأخير من القرن الماضي استقرّ التّحكّم بالنظام الدولي برمته للقطب الآخر، أي الولايات المتحدة ومَن يدور في فلكها. وقد عزّز السّيطرة الأمريكية إخضاع النظام المالي برمّته إلى الدّولار الأمريكي الذي أصبح المرجع الوحيد لكافّة العُملات والتّعاملات بين جميع دول العالم.
وقد أوجد ذلك سلاحًا فتّاكًا في يد الولايات المتحدة؛ فاستخدمته بصمت في العقوبات؛ لشلّ قدرة أيّ دولة تخرج عن الطاعة الأمريكية؛ فلا يمكن إجراء أيّ معاملات مالية دون المرور عبر الدّولار: لا بيع، ولا شراء، ولا استيراد، ولا تصدير، ولا قدرة على الاستفادة من العُملة الوطنية للدّولة المعاقَبَة.
تفاقمت ظاهرة العقوبات الاقتصادية وهيمنة الدولار لدرجة ألقت بظلالها الخطيرة على كافة اقتصادات العالم دون استثناء بما في ذلك الاقتصاد الأمريكي.
عملة (بريكس) كمنافس دولي:
من الطبيعي أن ذلك استفزّ ردود فعل من قبل الدول المتضرّرة؛ لاتخاذ إجراءات مضادة، ولقد بدأت بجهود صينية لطرح بديل للتداول المالي عن الدولار يبدأ في إطار دول معينة، ثم يتوسّع!
ونشهد الآن ما كشف عنه الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) أن العمل يجري على إنشاء عملة احتياطية دولية تعتمد على سَلّة من عملات دول مجموعة "بريكس"، خلال كلمة للمشاركين في منتدى أعمال "بريكس" الذي عقد أخيرًا، وكلمة "بريكس" هي مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتينية BRICS المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا.. حيث قال: "جنبًا إلى جنب مع شركاء البريكس يجري تطوير آليات بديلة موثوقة للتّسويات الدولية، ونظام نقل الرّسائل الماليّة الرّوسيّ مفتوح لربط بنوك هذه البلدان".
وأضاف: "…
- 28/04/2024 وزارة الرياضة تشارك في واحة الإعلام بالتزامن مع استضافة المملكة لأعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي
- 24/04/2024 توقعات ان يصل سوق الولاء في المملكة الى أكثر من 1.6 مليار دولار خلال اربع سنوات
- 24/04/2024 140.7 مليون دولار أمريكي إجمالي التكاليف الاستثمارية لشركات الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في المملكة المغربية
- 23/04/2024 نادي محايل الرياضي وبلدية المحافظة يوقعان عقد شراكة
- 23/04/2024 بتنافس أكثر من 270 مشاركًا.. وزارة النقل والخدمات اللوجستية تقيم الحفل الختامي لجائزة الإبداع في نسختها الثانية.. والجاسر يكرم الفائزين
- 21/04/2024 ” الإحصاء” تطلق المسح الزراعي الشامل
- 21/04/2024 مسعود رد الجميل … عرفانًا بحقوق كبار السن بتوجيهات الرئيس وتخصيص مبلغ 100 مليون جنيه من صندوق “تحيا مصر” لدعم صندوق كبار السن
- 21/04/2024 “العسومي” يستنكر مواقف العار المخزية للحكومات الغربية تجاه جرائم الاحتلال في فلسطين ويطالب بإصلاح مواثيق عمل المنظمات الدولية*
- 18/04/2024 ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونخ الألماني يحسمان تأهلهما للدور نصف نهائي من دوري أبطال أوروبا
- 17/04/2024 المملكة ضمن أوائل دول العالم في تطوير إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي وفقًا لمؤشر ستانفورد الدولي 2024
بقلم: طلال أبوغزاله
أَقُوْلُ وَرِزْقِيْ عَلَى الله: “القَادِمَ أسوأ”
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/289531.html/