* ((تعالوا ايها العرب وأحيوا أرث اجدادكم وشاعركم وملك العرب)) بهذه الكلمات وجه نداءه استاذ في جامعة انقرة لانقاذ قبر الشاعر والملك العربي امرؤ القيس صاحب معلقة( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل، ،بسقط اللوى بين الدخول فحومل). حيث ذكرت بعض الروايات انه توفي عند عودتهم من القسطينية في موضع يقال له انقرة، وكانت اخر أبياته قبل دنو منيته، ،(اجارتنا ان المزار فريب ،وإني مقيم ما اقام عسيب).عندما وقف على قبر لامراة مجهولة( اجارتنا انا غريبان هاهنا، ، وكل غريب للغريب نسيب ) . فالكل في تركيا واستنادا للارشيف العثماني يتحدث بثقة عن ان قبره على هذه التلة في ضواحي العاصمة التركية انقرة ولعلهم توارثوها فيما بينهم. اظن ان خلود امرؤ القيس يكمن في عظمة شعره وقصة حياته الدراماتيكية المثيرة وتقلب الدهر من عز وجاه ولهو ولعب الى حرب وطلبه لثار ابيه القائل عنه ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا!! اليوم خمر وغدا امر! وارتباط كل ذلك بقصته الثأرية وتجواله بين القبائل ، اليس هو صاحب التشبيه والاستعارات الرائعة في الشعر( وليل كموج البحر ارخى سدوله، علي بانواع الهموم ليبتل ). اما القبر فهو ارث مهم ولا شك اظن يحتاج الى دراسة اثرية دقيقة مع توفر كل الدلائل التي ربطته بالشاعر. والسؤال ما الذي ذهب بالشاعر من جزيرة العرب ليموت في انقرة؟ الجواب انه ذهب لطلب العون والمدد من الامبراطور البيزنطي في القسطنطينية بغرض البحث عن اسناد الروم لاستعادة ملك ابيه وعند عودته مات في الطريق ودفن في انقرة والراجح ان موته كان غيلة حيث اهداه ملك الروم بردة مسمومة لذلك اصيب جسمه بالقروح وسمي بذي القروح. نعم هذا جزء من قصته المشهورة في سعيه المحموم لادراك ثأر والده. ويذكر ابن الاثير في الكامل في التاريخ انه توفي بانقرة، وذكر شاهدا لبيت قاله امرؤ القيس فلما وصل الى موضع من بلاد الروم يقال له انقرة احتضر ورويت اخر كلماته على هذه الصورة( رب خطبة مسحنفرة، ،وطعنة متعنجرة، وجعبة متحيرة، ،تدفن غدا بانقرة) .
هذا ارث عظيم واثر يخلد واحدا من اعظم شعراء العرب في العصر الجاهلي وسيد في قومه ملك ابن ملك لأول دولة عربية موحدة في التاريخ هي كندة،.
* كاتب واكاديمي من العراق استاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الاخوين في افران المغربية.