لقد نظر الله إلى الكون فاختار بقاعًا وجعلها من أقدس البقاع في الأرض ، ومن بين تلك البقاع بل اجلها ارض الحرمين الشريفين ، تعود قدسيتها منذ أن سكن فيها الخليل إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
بقعة عظيمة في تاريخنا الإسلامي ، فيها المسجد الحرام الذي جعل المولى من دخله كان آمنا، ومسجد رسول الله في المدينة المنورة الذي يضم روضة من رياض الجنة.
إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يعظمون البقعة المباركة لقدسيتها في نفوسهم من خلال استقبال قبلتهم في الصلوات الخمس في اليوم والليلة ، وكذلك الحج إليها في كل عام ملبيا نداء الله عند قوله (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
لقد رزق الله المملكة قائدًا عظيمًا في دنيا الإصلاح ونشر الأمن ومحاربة الظالمين المفسدين ، إنه الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-من جعل العدل سيرته، وحب الوطن رغبته، فتحقق ذلك بأمر الله ، فوحد الجزيرة بعد الشتات ، وجعل الحكم بما أنزل الله، فأسس دولة قوية بإيمانه العميق بربه، فصارت مملكة فتحت قلبها أمام العالم في إرساء قواعد السلام وتثبيت الأمن والأمان.
لقد حرصت السعودية في جميع عهود ملوكها إلى يومنا هذا بخدمة الإسلام والمسلمين ، تتجلى خدمة المسلمين في المنظمات والهيئات التي كانت هي الداعية إلى تأسيسها ودعمها ماديًا ومعنويًا كمنظمة التعاون الإسلامي ، ورابطة العالم الاسلامي ، وهذا الأمر يشهد له التاريخ .
فهي الدولة التي جعلت من جامعاتها نسبة كبيرة من أبناء العالم لينهلوا من ينابيعها الصافية للعودة إلى بلدانهم بكافة التخصصات ، استقدامهم من بلدانهم والدراسة مجانا ، مؤمنة بواجبها نحو خدمة الأمة الإسلامية .
والقضايا الإسلامية العادلة السعودية دورها مشهور وبارز ، كقضية فلسطين التي جعلت لها جزاء من ميزانيتها السنوية ، ومساندتها في المحافل الدولية بشرعية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإعلان دولته المستقلة على تراب وطنه والقدس الشرقية عاصمة فلسطين .
فقيادة المملكة لم تزل يومًا من الأيام بعيدة عن المسلمين ، بل في تقارب مستمر ، وفي هذا الأيام نجد برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة أمام المسلمين من جميع أنحاء العالم يوكد لنا ذلك
إن أمتنا الإسلامية قلبها المملكة العربية السعودية ، ولايمكن العيش بدون القلب ، أمنها وسلامة أرضها أمانة أمام المسلمين جميعًا.
وفي هذه الأيام نجد بعضًا ممن غاب عنهم الوعي السليم ، والفهم الدقيق لدور المملكة في الإصلاحات الجديدة التي اتخذتها لتجعل الآخر يفهم من أن ديننا الإسلامي دين جاء لتكريم الإنسانية ، والمحافظة على القيم النبيلة تحت سقف المحبة والمودة بين الأمم بغض النظر عن اللون والإنتماء يريدون النيل من قيادة المملكة دون ذنب اقترفته ، لكن الحمية الجاهلية أخذتهم فلايرون الشمس في وسط النهار لأن (لهم قلوب لايفقهون بهاولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلًا ).
فعندما تتأمل في اتخاذهم عداواتهم مشربا يتبين لك أنها عداوة قائمة على تنفيذ أجندات لطائفة من الطوائف التي تسخر أموالها وطاقاتها لضرب العالم الإسلامي من قلبها ، أوعداوتهم لنيل شهرة أوزعامة ، وهذا مانلاحظه كثيرا في حياتنا التي نعيشها من وجود الشعارات الزائفة والدعايات الكاذبة لدى المتحمسين بالدفاع عن القضية الإسلامية .
فشغلهم الشاغل الإنتقادات الموجهة إلى السعودية ، فكأن السعودية - في نظرهم - شتمها مع قيادتها تقرب إلى الله ، وفوز بدخول الجنة .
والأمر ليس كذلك بل ردالله عليهم بقوله ( ومن يردفيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ).
فعلينا جميعًا الوقوف للدفاع عن المملكة العربية السعودية عن كل معتد أثيم سواء كان قولا أو عملًا ، لأنه واجب ديني وإنساني .
حفظ الله المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزير وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا .