قصة لاعب كرة القدم البلجيكي "لوكاكو" التي انتشرت مؤخرًا والتي روى فيها كيف سخّر مهاراته الكروية وجعل احترافه وسيلة لانتشال أسرته من حالة البؤس والفقر المدقع التي كانت تعانيها، قصة هذا اللاعب وغيره من اللاعبين تؤكد لنا بأن احتراف لعب كرة القدم أو غيرها من الألعاب بهدف تحسين الوضع المعيشي ليس عيبًا، بل العيب في أن تتحقق للاعب فرصة الاحتراف وتمتلئ أرصدته بالملايين، فتؤدي هذه الملاءة إلى نشوء علاقة عكسية بين مستواه المعيشي ومستوى أدائه في الملعب، إذ يرتفع مستوى معيشته وينخفض في المقابل تميزه ومهاراته و روحه القتالية في اللعب.
لا تغيب عن الذاكرة ملاحم المنتخب السعودي في الثمانينيات والتسعينيات سواء في مشاركاته الآسيوية أو القارية أو في المونديالات، فقد كان المنتخب السعودي في الثمانينيات في قمة ألقه ، فكلما حقق الفريق فوزًا في إحدى المراحل جاءتهم البشرى من الأمير فيصل بن فهد- رحمه الله - أو الأمير سلطان بن فهد بأن المكافأة مضاعفة، فيتقافز الجميع فرحًا، وتنعكس هذه الفرحة في الميدان، يركض الجميع ويحرثون أرض الملعب ليزرعوا هدفًا في شباك الخصم.
عندما تابعت مستوى منتخبنا المتدني في مشاركته في المونديال الروسي 2018 وقبل صدور القرارات الأخيرة للاتحاد السعودي لكرة القدم، لا أخفي بأني مع الانفعال تمنيت حرمانهم من الاحتراف، إلا أن المنطق لابد أن يكون حاضرًا لمصلحة الجميع، فتوجهت الآمال لوجوب تحديد ضوابط نوعية صارمة وآلية واضحة لتصنيف اللاعب المحترف، وإعادة النظر في نظام المكافآت والمميزات، وأن يُكتفى بثلاثة لاعبين فقط من كل فريق، وأن تُقلص قيمة عقد اللاعب وراتبه، وكلما تحسن أداء اللاعب زادت قيمة عقده وراتبه؛ لأن ذلك سيخلق منافسة بين اللاعبين للتميز والتسابق للسماح لهم بالاحتراف، فالرفاهية والدلال التي تمتع بها لاعبونا جعلتهم غير آبهين بتحقيق المأمول منهم.
قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم خطوة موجبة في اتجاه المحور التصحيحي، على الرغم من أنها حفظت للاعبين بعض الدلال، ولكن كلنا أمل في أن يصلح الحال.
3 comments
3 pings
شيرين باستني يوم الخميس??
29/06/2018 at 2:22 ص[3] Link to this comment
استمرري بكتاباتك واخبارك المززه?✋
أبو غفران
29/06/2018 at 3:15 ص[3] Link to this comment
فقط إضافة بسيطة في موضوع اللاعبين ، أتمنى أن يكون هناك بحث مستمر ودائم عن المواهب الصغيرة الغير اعتيادية في كرة القدم وتبنيها او ابتعاثها لينشأ فريق رياضي واعد ، فااللاعبين الموجودين حاليا ( مافي الا هم ) يعني ماعندك خيارات اقوى للتعويض !! لذا لا بد من إنشاء قاعدة قوية من اللاعبين الموهوبين صغار السن وابتعاثهم واحترافهم خارج المملكة ويكونوا رافد قوي للمنتخب.
ملكة زماني
30/06/2018 at 10:43 ص[3] Link to this comment
صدقتي سلمت يمينك