رحل عن عالمنا عصر يوم السبت 15 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 22 ديسمبر 2018م صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود (يرحمه الله)، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) الرئيس الفخري لجمعية إبصار الخيرية.
أحزنني كثيراً خبر وفاته، حيث عرفته رجلاً للإنسانية، صاحب أيادي بيضاء أضاءت طريقاً وفتحت آفاقاً جديدة لآلاف من ذوي الإعاقة البصرية والعاملين على خدمتهم برعايته وتبنيه لفكرة أول جمعية عربية لخدمات الإعاقة البصرية وإعادة التأهيل عبر برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) بمشاركة مجموعة البنك الاسلامي للتنمية ومستشفيات ومراكز مغربي لطب العيون، حينما حقق امنيتي بتبني مشروع إنشاء مركز لرعاية ذوي الإعاقة البصرية قائلا إنه: «ضمن أولويات برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية وأنه «يمكن من خلال تنفيذه خدمة شريحة كبيرة من المعاقين في المملكة» وأوصى بـ «بحث أنجع الوسائل لبلورة فكرة هذا المشروع وإيجاد الآلية المناسبة لتنفيذه وتمكين شريحة المعاقين بصرياً من الاستفادة منه على مستوى المملكة» ومن حينها أولاه اهتماماً خاصاً بمتابعته يوماً بيوم إلى ان تبلور وأبصر النور في 10 رمضان 1424هـ الموافق 4 نوفمبر 2003م، كأول جمعية سعودية مختصة في خدمات الإعاقة البصرية وإعادة التأهيل سجلت باسم «جمعية إبصار الخيرية» برقم (265) تحت اشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
وعنى بها ودعمها بكل ما هيأه الله لها، بفكره وتوجيهاته وتبرعاته المالية، ورعايته للعديد من مشاريعها ومبادراتها الرائدة والمبتكرة من أهمها «برامج التعليم المستمر للعناية بضعف البصر لأطباء العيون واخصائي البصريات، حملة إبصار الوطنية لدعم تعليم ذوي الإعاقة البصرية، وحملة إبصار الوطنية للاكتشاف المبكر لعيوب الابصار لدى الأطفال» وغير ذلك الكثير من المبادرات والمشاريع حتى استطاعت أن تكون نموذجا يقتدى به في منطقة إقليم شرق الأبيض المتوسط في مجال لعناية بضعف البصر وإعادة التأهيل وفق الوكالة الدولية لمكافحة العمى (IAPB) المنبثقة من منظمة الصحة العالمية (WHO).
ورغم ازدحام أوقات سموه -يرحمه الله- بالكثير من الأعمال والارتباطات إلا أنه حرص على حضور وترأس اجتماعات الجمعية العمومية ومراجعة أعمالها وميزانياتها ومشاريعها، بما في ذلك الالتقاء والتواصل المباشر مع ذوي الإعاقة البصرية من مستفيدي الجمعية والاطلاع على ابداعاتهم ومشاركاتهم السنوية في تلك الاجتماعات، وتكريمهم مباشرة، فقد كان سموه محباً لهم ومتابعاً لاحتياجاتهم.
ورحل رحمة الله وهو يحمل على عاتقه مسئولية تنمية وتطوير خدمات الإعاقة البصرية وروى مستقبلية لمشاريع رائدة لذوي الإعاقة البصرية في كافة ارجاء الوطن العربي. بعد مسيرة امتدت لأكثر من 15 عاماً حققت فيها جمعيته «إبصار الخيرية» العديد من المنجزات والخدمات الرائد التي استفاد منها أكثر من 29 ألف معاق بصرياً ومستفيد، و3 آلاف مختص في طب العيون والبصريات وتخصصات أخرى بكلفة إجمالية تجاوزت الـ 55 مليون ريال.
غفر الله له ورحمه واسكنه فسيح جناته.. وجزاه الله خيراً عن كل ذلك.
بقلم محمد توفيق بلو
أمين عام جمعية ابصار الخيرية السابق