اللحظات التي تتبع الوداع تَعْجبُ من صمت الدقائق، النظرات الحائرة، الزفرات الشاكية من حضور السكون العائم على رأس التفكير في كل ما حدث أثناء الوجود المغتبط.
أوَكلما رحلوا عنّا انتابنا سكون!
سنقضي ما كُتِب لنا من أيام في تأمل الرحيل في أولئك الذين أضحكونا ساعة حزنٍ، سألوا عنّا حين اختفينا، تذكروا أسمائنا في خِضمِّ الزحام.
تَعَلْقنا على أجنحة الحمائم محلمين بالسلام والطمأنينة، نُحبّ الوجود المزدحم ينعش أرواحنا البائسة، يقرأون في غفلتنا حاجتنا إلى من لا يحتاجنا.
وبعد الوداع.. غياب أجسادٍ فقط وبقيت الأرواح تواقةٌ لبعضها
غاب الحضور، أخذ محلّه الحنين إلى تلك اللحظات، أفواهٌ تضحك وأيدٍ تضمُّ الألم دون أن تدري كيف لها أن تكون عصا السحر في إخماد الأنين، كلماتٌ كانت بلسمًا في لحظة ولِلَّحظة ذاكرةٌ قوية كما تفعل ذاكرة الأماكن والأزمنة.