تنفس قاف أشعاري وطابا
وطاف الكون يسألني جوابا
فقال وقد شكى مني حياء
قصيدك أين ؟ كيف سرى وغابا
فقلت عشقتها والعشق داء
وأحيانا يكون لنا رضابا
عشقت القحمة الحسناء حقا
عشقت بها الشواطىء واليبابا
عشقت الخور منتزها أنيسا
يسر الناظرين ومن أنابا
عشقت جزيرة في البحر سمرا
عشقت الليل فيها والحدابا
أراقب شطها والشمس تدنو
توشح بالأصيل له العبابا
فمياح الذي أبصرت أرخى
لثاما لي فزاد لي العذابا
أشط أنت أم سحر وحب
تغلغل بين أحشائي وذابا
أحاط البحر يا مياح قل لي
ثلاثا من جهاتك أم تصابى
هنا في الخسعة الآثار ماض
وتاريخ إذا التاريخ غابا
وسل عن حمضة الوادي سلالا
وعن بئر به تهدي الشرابا
وعن ذرة وعن دخن وعيش
وما قد كان كي تلقى الجوابا
وفي المشقور كم أبصرت نخلا
يريك ثماره شهدا مذابا
حديث الروح في المشقور يسري
ويفتح في الهوى بابا وبابا
وسل عن رقة الصفراء قوما
فسوف ترى بها العجب العجابا
وقف للمطعن الخصب احتراما
وسل عنه القوافل والركابا
وقل يا قرمل الأحباب عذرا
أسيلك عم أرضك والشعابا
لوادي شطبة المعروف مني
قصائد سوف تنتسب انتسابا
بأرض القحمة الغناء طفنا
ذهابا للمواقع أو إيابا
بها جبل يباهي كل طود
كدمبل من علا وسما وطابا
رمال حوله تهديك لونا
بياضا ناصعا فاق الثيابا
وكم تسبي العقول مدرجات
وتسمع للحمام به عتابا
تبارك ربنا الرحمان أعطى
جمالا يفقد العقل الصوابا
وأصغر منه في الأعماق ميفا
ولكن لن يعيب ولن يعابا
وفي الميناء كم تلقى أناسا
فشيبا قد تصادف أو شبابا
نفوس جردت من كل حقد
فطاول حبها ذاك السحابا
وللخرماء إذ يعلو شموخ
يذكرني الأحبة والصحابا
أيا الخرماء يا جبلا تسامى
ومجدا لم يعد إلا سرابا
عهدتك في الهموم لنا صديقا
له نشكو المتاعب والصعابا
أراك اليوم قد أوحشت قلبي
وآنست الأفاعي والذئابا
ولكن ( المطل ) أعاد عشقا
وشافى من به أضحى مصابا
وحي ( صواحة ) المحبوب غنى
فرد ( العرق ) مختالا مهابا
أتذكر جمركا فينا قديما
أباق ذاك أم أمسى خرابا
أيألفنا كما قد كان شوقا
وإلا البوم يألف والغرابا
وميناء لنا قد كان حيا
لعل له على قومي عتابا
نمر على المراكب حين تعلو
بها الأمواج تحسبها هضابا
وحي ( العرق ) صافح كل ضيف
أعاد لكل من سأل الصوابا
وقال الوسم في أدب رفيع
أنا جبل يهيب ولن يهابا
أنا الوسم الذي ناديت شوقا
فريقا في الملاعب كان نابا
وللأحياء ترحيب جميل
كأنك قد قرأت لهم كتابا
يرددها الجميع هنا وفاء
بها فاح الشذى حبا وطابا
توشحت العروسة في بهاء
وحطت في الكفوف لها خضابا
نعم هي قحمة الأحباب نادت
وقد كشفت عن الوجه الحجابا
ترحب بالضيوف ومن أتاها
وتفتح للندى والخير بابا
فأهلا ثم أهلا ثم أهلا
أزرت الشيب أم زرت الشبابا