عندما كنت اتصفح الواتس اب كالعادة صباح كل يوم أتتني هذه الصباحية
(من غرس بقلبه حب الخير للناس أزهرت له قلوب الناس محبة ووفاء) فحركة مشاعري وأهتز قلمي وكتب.
أن مفتاح السعادة أن تحب الخير للغير لأن التفكير الإيجابي تجاه الآخرين سينعكس مباشرة على صاحبه أنساً وسعادة وتوفيقاً، بل إن تأثير ذلك سيمتد ليتجاوز المردود الفردي إلى المردود المجتمعي، فتجد المجتمع الذي يحب أفراده الخير لبعضهم بعضا ويتعاونون على ذلك تنتشر فيه الألفة والمحبة، ويكون ذلك مدعاة لترسيخ دعائم الأمن النفسي لأفراده وتتم المحافظة على استقراره المجتمعي.
فجميل جداً أن محبّتك تُزرع في قلوب الناس من حولك دون أدنى جهد منك،فيطمئنون لك، وتهدأ أنفسهم للحديث معك ويكون لك القبول دائمًا أينما حللت وارتحلت، كأن الأرض تحبك والناس مسخّرة لك فسبحان الله لمستها في حياتي الاجتماعية ووجدتها في حفل زواج إبني، فأقول تلك نعمة إلهية عظيمة، لأنك أكرمت بروح طيبة شافية، جابرة للخواطر ، تطوف الأرض وتنشر الحب بنيتك الخالصة لله سبحانه وتعالى ويسخر لك الناس لإنك فعلاً أحببتهم لتقديم وزرع الخير والبسمة على شفاه الجميع فتلك نعمة من نعم الله يمّنها على عباده.
إذا كانت النفس البشرية مزيجاً من الأحاسيس والسلوكيات والانفعال والأمزجة المتغيرة، التي منها ما يشتمل على الخير، ومنها ما يقع في إطار الشر والعياذ بالله، فإن من أجمل الصفات التي قد ترقى إليها النفوس، وتحبها البشريه هو غرس حب الخير في قلوب الغير، فيكفي ما ورد في حديث ابن عمر: "أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن.. تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهراً في المسجد ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء الله أن يمضيه أمضاه ملأ الله في قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزل فيه الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد الأعمال كما يفسد الخل العسل"
فوالله كم هي جميلة موهبة حب الخير وكسب قلوب الناس، بحيث يكون محبوباً منهم، ومؤثراً فيهم، فالمحبة هي السر القوي للتأثير، بدونها يفقد الناس لذة متعت الحياة في مجتمعهم، وأعجبني قول العلامة السعدي رحمه الله،ليعن بعضكم بعضاً على البر وهو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة من حقوق الله وحقوق الآدميين، ولا يقتصر على السعي في قضاء حوائج الناس على النفع المادي فقط، ولكنه يمتد ليشمل النفع بالعلم، والنفع بالرأي، والنفع بالنصيحة، والنفع بالمشورة، والنفع بالجاه، ومن نعم الله تعالى على العبد أن يجعله مفاتحا للخير والإحسان.
وأخيراً: نفع الإنسان لنفسه أمرٌ جُبِلَ عليه، وهو أمرٌ غريزي مُتأصِّل في النفس البشرية فكلنا ذلك،فهنا أقول ليس التحدِّي الذي أنت أمامه هو أن تنفع نفسك، فهذا مَقبولٌ ومُعتاد للنفس، ولكن التحدِّي الأكبر أن يتخطَّى النفع حاجز نفسك ليكون للناس من حولك حينها تدرك حبك الحقيقي، من غرس بقلبه حب الخير للناس أزهرت له قلوب الناس محبة ووفاء.
*همسة*
*سلامٌ لقلوب لم تعرف في حياتها سوى الوفاء وحب الخير طريقاً يتعامل بها مع الناس، فأجعل الوفاء جسر عبور بين قلبك وقلوب الناس حينها تصبح..ذكريات الوفاء في الحب، تبقى حاضرة في قلوبنا مهما طال العمر*