صدّق أو لا تصدق بان الحوثي في شمال اليمن باتت اقوى من الدولة في الإقليم.
دولة قادرة على إطلاق الصواريخ البالستية بعيدة المدى والطائرات المسيرة لتقصف اي هدف تريده اكان قريبا أو بعيدا دونما ان تحسب حساب لأي رد فعل او زعل من جار قريب او عدو بعيد. لطالما ان الأمم المتحدة تعترف بها كسلطة امر واقع لكنها لا تقدر على معاقبتها وحصارها لانها ليست دولة بينما الرئيس الامريكي يزيل اسمها من قوائم الارهاب!!!
ماذا تريد دولة الحوثي اكثر من ذلك وهي تمول نفسها بنفسها عن طريق فرض الضرائب والاتاوات والتهريب والسرقات ومنح دولارية نقدية تصلها بالاكياس من خزائن العراق وايران.
نجح بامتياز نظام ولاية الفقيه في ابتكار كيانات تابعة له في المنطقة تاخذ شكل سياسي هو اقل من دولة لكنها تمارس وظائف الدولة.
كيان له ملامح الدول لكنه يفتقر إلى الاعتراف الدولي او ما يدعى بعنصر السيادة رغم أنني اختلف مع كثير في توصيف مفهوم السيادة والذي يرتبط بالاعتراف الاممي ولكن الواقع يفرض عليك احيانا التعاطي مع هذه الكيانات على اساس قدرتها على فرض الطاعة وانفاذ سلطتها على اقليمها.
دولة الحوثي تكتفي بسفير طهران في صنعاء فقط ومع ذلك لديها وزير خارجية ومكتب وإعلام ورايات وسيارات مرسيدس يستقبل الزوار الاجانب ومبعوثوا الأمم المتحدة.
دولة تسمت بانصار الله ولها مجلس سياسي يجلس على قمته المشاط وهو يحمل رتبة مشير حملها فقط في اليمن عبدالله السلال اول رئيس جمهورية وعلي عبدالله صالح اخر رئيس جمهورية رحمهما الله .
عندما تسالهم بان الموت لإسرائيل مجرد شعار يقولون لك اطلقنا صواريخ ومسيرات على ايلات في إسرائيل مثلما اختطفنا سفينة اسرائيلية من عرض البحر ورست في شواطيء اليمن..
من يقدر ان يفعل مثلنا ؟
عنوان دولة بلا محتوى يحكم بالحديد والنار وينفذ اجندة ايران كما هو الحال مع دويلة حزب الله في لبنان التي ابتلعت الدولة اللبنانية وقرارها لكنها تحافظ ع شكل الدولة بوجود نبيه بري رئيس البرلمان وحكومة تصريف اعمال
ومثل هذا يحدث بدرجة اقل في العراق من اجل شفط اموال العراق بعقود الغاز والكهرباء الايرانية الوهمية للعراق والتي لا يعلم احد عنها شيء كيف احتسبت وباي سعر وهل تم الوفاء ببنود تلك العقود المليارية ؟
لا مشكلة لطالما ان تحويل المليارات مسموح لطهران بموافقة امريكية.
في العراق الجديد ايضا هناك حشد شعبي يعتبرونه جزء من مؤسسات الدولة وله موازنة مستقلة وحتى تخصيصات امنية سرية مثلما هناك فصائل اخرى مثل حزب الله العراقي وحركة النجباء ايضا تحصل على المال والسلاح من الدولة ولكنها تلقب بالمنفلتة لكي ترفع الحكومة العراقية عنها الحرج حينما تهاجم القواعد الامريكية بالصواريخ والمسيرات.
اضف الى ذلك ان الحشد مثلما قال عنه الكاظمي في مجلس خاص لا يخضع للقائد العام ورئيس الوزراء فعليا فقط هي مسالة شكلية وضرب مثلا على ذلك انه في الليلة التي هاجمت مسيرات الحشد منزلي في المنطقة الخضراء كنت في الصباح امضيت شيكا بمائة مليون دولار لصالح تغطية صيانة سلاح الحشد ونفقات النثرية لهم!!!!
حتى حماس السنية في غزة تاخذ نفس المعنى والتوصيف اقل من دولة وتمارس وظائف الدولة وتخدم المخطط الايراني في ضرب ركائز الاستقرار في الاقليم وتوظيف النتائج لمصالح ايران البعيدة كل البعد عن فلسطين والمقاومة.
* كاتب واكاديمي من العراق