(الربيع الدائم )
كلنا نعلم بأنَّ فصول السنة أربعة ، ويتقلب المناخ بتقلبات كلِّ فصل من حرارة وبرودة واعتدال وأحَبُّ الفصول على الإنسان هو فصل الربيع لأنه فصل الحياة وبهجتها وفيه تزدان الأرض ببساطها الأخضر وتنوع ألوان ورودها لتضيف للرائي لوحة جمالية بديعة والربيع هو فصل تجدد فيه الحياة ، ليس للإنسان فحسب بل للأرض وللحيوانات وللنباتات وللطيور قاطبة فنرى أنَّ هناك طيوراً معينة تهاجر من بلاد باردة أو حارَّة إلى مناطق يكون الفصل فيها ربيعيّاً لكي تتوالد وتتكاثر ... فصل الربيع هو تجديد للحياة بكل معانيها .
ولذلك سُميّت شهرين من أسماء شهور توقيتنا الهجري ، بربيع الأول وربيع الثاني ، وقد شاءت حكمة المولى عزَّ وجلَّ أن يكون ميلاد سيِّد الكونين صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أوائل أيام شهر ربيع الأول إشارة منه عزَّ وجلَّ إلى بداية إحياء القلوب بالإيمان ، فكما أنَّ الله تعالى يُحييّ الأرض بفصل الربيع فقد أرسل رسوله لإحياء قلوب عباده ، وجعل قلوبهم في ربيع الإيمان الدائم ، وكما أنَّ الأرض تنعم بربيعها كذلك قلوب المؤمنين تنعم بأنوار ربيع قلوبهم ، وُلد سيد الخلائق صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مثل هذا الشهر المبارك ليكون رحمة للعالمين وكما أخبرنا بالحديث الشريف : " إنمَّا أنا رحمة مهداة " ، صلى الله عليك يا ربيع قلوب المؤمنين الدائم الخالد .