لا تبخلوا بإسعاد من تحبون، كل المواقف تتلاشى سريعًا من الذاكرة إلا كسر الخواطر فإنها تبقى مؤلمة.
فأقول يعيش الإنسان حياته في الدنيا طيبًا مع كل الناس ويظل يعطي ويأخذ دون أن ينظر أن يأخذ من أحد شيء أكثر من المتوقع والحياة أخذ وعطاء ، والكل يتمنى ابتسامة تسعد قلبه، يتمنى أن يُتعامل بالمعاملة الحسنة والطيبة، ولكنه قد يقابل هذا كله بالعكس، فيجد المعاملة بجفاء وقد تكسر خاطر الإنسان ويحرم من الابتسامة.
وما منا من أحد إلا وقد مر بشخص تسبب له في الحزن أو الألم المعنوي، فحذاري وكسر الخواطر، فإن القلوب تُدمِي بالكلمات الجارحة والنفوس تكسرها المواقف القاسية، وكم من الناس أدميت قلوبهم بكلمات جارحة من قريب أو عزيز، وبفعله يخسر الإنسان من أصدقاء ومحبين بكلمات بسيطه ولكنها جارحة فتضيع بها عشرة السنين وتذهب بها مودة الأحبة. تلك المودة التي أتت بعد سنين من العطاء والبر، فتراها تذهب بسهولة لكلمة جارحة أو موقف مؤلم. والإنسان بشر من لحم ودم، وله قلب ينبض بالمشاعر المختلفة.
وَمن كسر الخواطر فهناك جبر للخواطر
فأقول.. فجبر الخواطر في الحقيقة اعتبرها قمة الإنسانية والشعور بالآخرين، وما أجملها من إنسانية وما أعظم أثرها في النفوس، وكم من أناس تبدَّلت أحوالهم، وتغيّرت أمورهم، بسبب مشكلة أو محنة ألمّت بهم، وتصبيرهم وتثبيتهم واجب، حتى لا تعصف بهم الأزمات، وتموج بهم رياح المحن، ولنا في هذه الحادثة دروس لاتنسى وهي :
عندما نزلت آيات التوبة على الثلاثة الذين خُلفوا في غزوة تبوك، وكان أحدهم كعب بن مالك رضي الله عنه،حكى كعب عن تهنئة المسلمين له على التوبة، فقال: "قام إليَّ طلحة بن عبيد الله يهرول، حتى صافحني وهنأني، والله ما قام إليّ رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة"
وأخيراً،، أن كل إنسان منا قد حُفر فى ذاكرته أشخاص كان لهم الدور الفاعل والعمل الدؤوب بمواقف سطرت وحفظت سواء بالقول أو الفعل فكان فيها جبرا لنفسه وتبريدا لصدره، فمثل هذه المواقف تحفظ ولا تنسى.
*همسة*
كَمْ شَخْصٍِ وَالحُزْنُ يَمْلَأُ قَلْبَهُ
وَالناسُ تُحْسَبُ أَنَّهُ مَسْرُورٌ
وَتَراهُ فِي جَبْرِ الخَواطِرِ ساعِيًا
وَفُؤادُهُ مُتَصَدِّعٌ مَكْسُورٌ