جهود العاملين الأوفياء الامناء لاتخفى على أولي الأبصار ، تبرز بروز الشمس في وسط النهار ، لأنها نابعة من قلوبهم المطمئنة، ونفوسهم الصافية .
والعاملون تتنوع اعمالهم كل حسب مزاجه الثقافي والفكري ، فهم في خدمة الانسانية.
وهناك نوع من الاعمال الفنية وهو تحسين العلاقات بين الطرفين سواء ببن دولة واخرى أو أسرة وأخرى ليعيش الكل تحت مظلة المحبة والسلام.
فمن هنا استطاعت المحللة السياسية والباحثة العملاقة والمؤرخة الدقيقة الاميرة ثويبة بنت سيد عمر المسيلي العلوي سفيرة جزرالقمر سابقًا لدى اليونسكو في باريس أن تقدم رسالة واضحة من الوفاء واعتراف الجميل للمملكة العربية السعودية التي بصماتها تتجلى في بيتها منذ نعومة أظفارها إلى اليوم .
وهي كثيرة سواء صور لجدها السلطان سيد علي المسيلي العلوي اخر سلاطين جزرالقمر (١٨٥٥-١٩١٦) مع أمراء المملكة العربية السعودية اثناء زيارته الحرمين الشريفين.
اوصور البعثات السعودية التي كانت في زيارتها لجزر القمر ويستقبلها اعمامها في بيتها مثل زيارة المستشار الثقافي للملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- فضيلة الشيخ محمد محمود الصواف-رحمه الله- في جزرالقمر ١٩٧٣، وتم إقامة مأدبة غذاء من الامير سيد ابراهيم بن السلطان سيد علي تكريما للضيف العزيز .
وأعظم حادثة إنسانية تبين عمق العلاقات بين أسرة السلطان سيد علي وآل سعود تأثرت بها الأميرة ثويبة بنت سيد عمر وبقيت في نفسها إلى اليوم الطائرة الملكية التي أمر الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله -بنقلها جثمان الأمير سيد ابراهيم بن السلطان سيد علي بعد وفاتها في أثناء انتهائها من فريضة الحج إلى جزرالقمر لدفنه هناك عند مسقط رأسه اكوني .
فهذه الامور مما أدى إلى أن تضع الاميرة ثويبة نفسها في جهودها الثقافية القيام بالدفاع عن المملكة العربية السعودية بعد إيمانها من أن الإسلام يأمرها قبل كل شيء بذلك لمكانة الحرمين في نفوس المسلمين.
ونظرًا لانتشار ظاهرة التطرف والارهاب لتشويه سمعة المملكة العربية السعودية التي هي مهبط الوحي ومأوى أفئدة المومنين ، قامت بتسليط الضوء على جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الارهاب من خلال كتبها ومنشوراتها وحواراتها العلمية والثقافية والسياسية ، فبرزت ذلك جليًا للناظرين .
ومن هنا كان للاعلام السعودي حظ في ذلك لنشر مقالاته وحواراته المختلفة المؤيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين محمد بن سلمان حفظهما الله.
وعلى هذا اتوجه إلى المهتمين بالثقافة العربية الاسلامية قراءة تلك المقالات التي هي بين أيديكم الان على هذه الصفحة متمنيا كذلك مساندتها ودعمها لترجمة كتبها من الفرنسية الى العربية ليعيش الإنسان العربي مع بلده الثاني جزرالقمر الذي هو جزء من الأمة العربية.
بقلم الشيخ:نورالدين محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا