لأول مرة يبدو مظهر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منكسرا ومحطما على الرغم من تحشيد انصار حزب العدالة والتنمية له مهرجانا كبيرا في اسطنبول فهو يعلم جيدا ان المدينة التي اشتغل فيها رئيسا لبلديتها ورفعته الى واجهة السلطة والزعامة المتفردة قد اشاحت بوجهها عنه من قبل عندما انتخبت باصرار رئيسا لبلديتها معارضا شرسا له.
اظن اذا ما غاب اردوغان عن المشهد السياسي التركي يوم الاحد القادم لن يذهب ماسوفا عليه من احد في عالمنا العربي عدا جماعة الإخوان المسلمين الذين تعكز عليهم اردوغان في اعادة انتاج و تسويق مشروعه العثماني بثوب جديد.
صحيح ان المعارضة التركية اصطفت في حركة واحدة جامعها الوحيد العمل على اسقاط اردوغان باي ثمن اولا. وهنا لا بد من تفحص خلفية المترشحون الاربعة لانتخابات الرئاسة التركية وهذه مسالة مهمة للاحاطة بالخلفية المذهبية او العرقية لكل مرشح على الرغم ان الطرح والبرامج الانتخابية تتناغم مع النهج العلماني الراسخ في تركيا منذ عهد مؤسس الجمهورية الاول مصطفى كمال أتاتورك ولكن مثلما يقول كناب السياسة ان خلفيات الساسة تؤثر في توجهاتهم رغم اختباؤهم وراء شعارات وبرامج انتخابية.
١. رجب طيب اردوغان، سني محافظ من حزب ذي خلفية إخوانية.
٢. كمال كليجدار اوجلو، علوي من أصول ايرانية.
٣.محرم انجه، سني علماني
٤. سنان اوغان، شيعي جعفري
اوضحت استطلاعات الرأي عن تفوق مرشح المعارضة اوغلو على اردوغان وان تدنت نسبة المرشحان سنان ومحرم إلا أن ما يجمعهما مع اوغلو هو اسقاط اردوغان.
ان سياسات الرئيس التركي اروغان الذي لقبه البعض بالسلطان في محاكاة لرغبات اردوغان في استنساخ ثوب عثماني جديد على مقاسه قد تعرضت لضربات عديدة في تراجع الاقتصاد وانهيار الليرة التركية وكان اسوء ما تخيله اردوغان ان تاتيه الضربة القاضية من قدر سماوي غير متوقع إلا وهو الزلزال الذي راكم امامه المصائب.
اعتقد ومن خلال رصد وتتبع اصداء الانتخابات وتماسك المعارضة التركية التي ضمت اعضاء بارزون من حزب العدالة والتنمية انشقوا عنه مثل باباجان واحمد داود اوغلو وزير الخارجية صاحب نظرية صفر مشاكل فان تمنيات الرئيس التركي في تجديد انتخابه مجددا باتت شبه مستحيلة وربما لن يفز إلا بمعجزة تنقذه مثلما انقذته الاقدار من محاولة الانقلاب عليه مؤخرا.
ان سياسات اردوغان الداعمة لزعزعةاستقرار المنطقة والتوغل في البلدان العربية مثل ليبيا وسورية والعراق وحلفه مع جماعات الاسلام السياسي فان تركيا بغيابه ستكون مختلفة ومنكفئة على الداخل التركي لمعالجة ملفات الاقتصاد والتضخم والبطالة واللاجئين والليرة وتداعيات الزلزال المدمر.
* كاتب واكاديمي من العراق استاذ القانون والنظم السياسية.