في صيف عام ١٩٨٦ غص ملعب أزتيكا بالعاصمة مكسيكو بالجماهير لحضور مباراة ربع نهائي بين منتخب الأرجنتين ومنتخب انجلترا ..
انطلقت المباراة بقيادة الحكم التونسي علي بن ناصر، وحين وصلت احداثها للدقيقة الثامنة من الشوط الثاني، ظهر المارد "مارادونا" وارتقى عالياً لتسبق يده يد حارس الأنجليز ويضع الكرة كهدف غير شرعي، أحرج فيه الحكم العربي ومساعداه اللذان لم يشاهدا يد مارادونا ! وتم احتساب الهدف وسط احتجاج وصخب من الإنجليز ..
في عام ٢٠١٥ قرر اللاعب مارادونا زيارة تونس لتقديم الاعتذار للحكم بن ناصر عما بدر منه آنذاك، رغم أنه لم يقصد فيها احراج الحكم .. وعند المغادرة قدم اللاعب قميصه للحكم كهدية متواضعة "القميص الذي لعب فيه مارادونا تلك المباراة" ..
في أوآخر نوفمبر من عام ٢٠٢٠ العجيب، نعى الشارع الرياضي في العالم وفاة مروض كرة الفدم "مارادونا" ..
طبعاً لن أتحدث عن الهدف الغير شرعي في اللعبه، فقد سجل لاعبو فريق النصر مثله أهدافا كثر، وحققوا الدوري في سنة مضت ظن الجميع فيها أنه دوي سلة ! كما لا يمكن لأحد أن ينسى طريقة إخراج لاعب الهلال النزهان الكرة من المرمى رغم أنه كان هدفا شرعياً للاتحاد، ولكن لم يحتسبه الحكم .. من يدري ربما كان القانون وقتها "آخر واحد حارس" 🤭
عموما .. ما دعاني للكتابه هو الاعتذار الذي جاء بعد ٢٩ سنة من خطأ ارتكبة شخص، واحرج به شخص آخر دون قصد، وفوق هذا كله يتشجع الفاعل ويسافر ليقدم اعتذاره ومعه هديه تقدر قيمتها حتى لحظة كتابة هذا المقال بأكثر من ٢ ونص مليون دولار ..
إذا كان الاعتذار ثقيلاً على نفسك، كما يقول جورج برنارد شو؛ فالإساءة ثقيلة على نفوس الآخرين أيضاً."
كن صادقاَ ..
فكم من كلمة طيّبة تظنّها عابرة ولكنّها أزاحت همّاً، وبدّدت حزنًا، وشرحت صدرًا، وأنقذت غريقًا من لجِّ الحياة، فكن يارفيقي هيّنًا بأفعالك ليّنا بكلماتك، كغيمة ماطرة لتلك القلوب التي أنهكتها متاهات الحياة ..
كن صادقاً ..
فـ بعض الأشخاص في حياتنا شواطئ آمنة، نركن إليهم لنستريح من تقلبات الحياة .. ما أن نسمع أصواتهم أو نراهم إلا وابتسمنا ..
فاصلة ،
كن كما عرفناك
انساناً نبيلاَ جميلاً
ليكون القادم أجمل 🌳