كلما أعلن عن قدوم شهر رمضان المبارك ، تعود بي الذاكرة لأيام وليال رمضانية لتوقظ الكثير من الذكريات عن هذا الشهر الكريم بمكة المكرمة ، بدأ من إعلان قدومه والاستماع لأصوات المدفع ، مرورا بحركة الشوارع والطرقات ، وتجمعات أبناء الحي مساء حول صحن الكبدة الجملي ، وانتهاء بإعلان مغادرته ، صور جميلة ومتعددة تحفظها الذاكرة عن المتوجهين للأسواق عصرا ، وصيحات بائعي التمر والسمبوسك وهم يرددون " الله وليك يا صائم " .
أما داخل الحرم المكي الشريف ففي كل لحظة نعيش صورة جميلة ، بدأ من أذان الفجر وإعلان الإمساك عن الطعام والشراب ، مرورا بتوجه الطلاب لمدارسهم والموظفين لأعمالهم ، ومع اللحظات الأخيرة لنهاية اليوم وقبيل إعلان أذان المغرب بدقائق تكون الأجواء الروحانية بجوار بيت الله الحرام ، حاملة أجمل اللحظات والمشاهد للطائفين حول الكعبة المشرفة من مصلين ومعتمرين ، ومناظر الدوارق المملؤة بماء زمزم والمرصوصة داخل الحصاوي المحيطة بصحن المطاف .
وإن كانت تلك الصور خارج المنازل ، فإن للمنازل صور رمضانية مميزة أيضا ، ومن أجملها تلك التي كانت تؤدى قبل إعلان دخول رمضان ، حيث تحرص ربات البيوت على تنظيف بيوتهن وتزيينها ، وتبخير دوارق الزمزم ، وإخراج أدوات وصحون المأكولات الرمضانية كالسمبوسك ، والكنافة، والشعيرية ، والكاسات التوتوه ، وكما كانت ربات البيوت تعد عدتها لرمضان قبل دخوله ، كان الشباب حريصون على أداء واجباتهم بين الدراسة نهارا ، والعمل عصرا سواء في بسطات بيع التمر والسمبوسك عصرا ، أو العمل في تطويف المعتمرين .
أما مساء وتحديدا بعد صلاة العشاء والتراويح ، فكانت أسواق الغزة ، والجودرية ، وسوق الليل ، وغيرها تعج بالمتسوقين ، فيما تبدأ المراكيز ، ومفردها " مركاز " وهو المكان الذي يجتمع فيه سكان الحي ، في استقبال روادها من سكان الحي والزوار ، وكانت أحاديث المركاز تنصب حول أمور الحي واوضاعه ومشاكله وسكانه ، والخلافات القائمة بين بعض السكان والعمل على حلها بالصلح بينهم .
كما تظهر وسط الأحياء بسطات الشباب الذين يبيعون المأكولات الشعبية مثل الكبدة والبليلة ، وبعض الأنواع من الحلويات المعمولة بالمنازل ، والسوبيا والتوت ، إضافة إلى إقامة ونصب مراجيح خشبية تعرف بــ " المداريه " ، وهناك لعبة أخرى تسمى الفرفيرة .
وكان الرياضيون من أبناء الأحياء يحرصون على إقامة دوري يعرف بالدوري الرمضاني ، تقام مبارياته بين الأحياء ويختتم قبل العشر الأواخر من رمضان حتى يؤدي الجميع صلاة التهجد .
ورغم ما حملته التقنيات الحديثة من تطبيقات ، ودخول وسائل التواصل الاجتماعي وإدمان الكثير لها ، إلا أن لمكة المكرمة في رمضان ميزة مختلفة عن نظيراتها من مدن العالم بالليالي الرمضانية داخل الأحياء التي لازالت الكثير متمسكة بأجوائها حتى وإن انتقل سكانها لأحياء حديثة .
- 16/05/2024 وجهات المملكة تجذب أكثر من 165 ألف زائر من بريطانيا في الربع الأول من عام 2024
- 16/05/2024 أبو الغيط يستقبل السكرتير العام للأمم المتحدة على هامش قمة المنامة
- 16/05/2024 شركة جواثا للترفيه تبرم اتفاقية تعاون مع الجمعية التعاونية السياحية بالاحساء
- 15/05/2024 الحكومة السلوفاكية : محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي
- 15/05/2024 ٣ شبكات كهربائية عربية تسوق فائض الطاقة للأسواق العالمية
- 15/05/2024 الإحصاء “ارتفاع أعداد الركاب في مطارات المملكة بنسبة 26% لعام 2023م
- 14/05/2024 انجاز 40% من المرحلة الأولى لمشروع الربط بين السعودية ومصر والوصول الى 3 الاف ميغا بنهاية 2025
- 12/05/2024 “أربيان يوتوبيا ” الذراع الإعلامي لتعزيز مبادرات الرعاية الاجتماعية والتوعية الصحية.
- 12/05/2024 اللجنة التوجيهية للسوق العربية المشتركة للكهرباء تعقد اجتماعها الثاني بالمنطقة الشرقية … غدا الاثنين
- 11/05/2024 المستشار أحمد العمودي يحدد أهم 10 عناصر تنافسية للشركات والمنشآت والمشاريع
أحمد صالح حلبي
ذكريات رمضانية عالقة بالأذهان
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/311003.html/