لا ترتقي الامم الا بغرس القيم والمبادئ السامية والتي تتعاقب على خطاها الاجيال جيلاً بعد جيل حيث الصفات الحميده والسمات الساميه والاحترام والتقدير،فهذا أعظم إرث حقيقي يكتنزه المجتمع ويكون سببا في تطور شعوبها وتقدمها بين سائر الامم، فإذاً القيم الإنسانية هي الأخلاقيات والمبادئ السامية التي نشأ عليها الفرد والتي تضع له القواعد الرئيسية لتعاملاته مع الآخرين، فأقول القيم لا تتغير كمبدأ أخلاقي، ولكن مفهومها وممارستها قد يتغيران من عصر إلى عصر، ومن وقت لآخر. وفي مقالي هذا اتكلم عن بعض القيم الإنسانية منها الإحترام إحترام الفرد لذاته، فحينما يتلقى الفرد المعاملة الحسنة والاحترام ممن حوله، ويرى تقديرا لدوره واحتراما لكرامته، فإن هذا يزيد من احترامه لنفسه واحساسه بالانتماء للمجتمع الذي يعيش فيه، فلذك يعتبر الاحترام من الصفات الاساسية الجميلة التي يجب ان يتحلى بها اي انسان، فالاحترام ما هو الا تقدير للآخرين ، وينبع هذا الإحترام من حسن الخلق، وتربية الأهل السليمة والحرص، على احترام الناس. واحترام النفس،لان كل انسان يحترم الناس، هو في الأصل يحترم نفسه، كذلك يعتبر إحترام الآخرين من المحبة للآخر ، وخاصة تقدير كبار السن واحترامهم، وتعتبر هذه الصفة من الصفات الجميلة التي ترفع قدر الانسان بين الناس.
فالإحترام خلق عظيم ويزيدنا شرفاً الا وهو إحترام الآخرين، باحترامهم للناس، بإحترامكم حببوا الناس فيكم لأن عباد الله وقّرهم الله، وأعلى مكانتهم بين عباده، فكانوا مصابيح للعباد وسرجاً للناس يبصرون بهم بعد الله تعالى طريق الهدى ودرب الرشاد، يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلمَ-: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)
سبحان الله يرتفع المرء عالياً في عيون الناس ويحبونه ويوقرونه لإحترامه لهم،والنتيجة هي يدعون الله له بالتوفيق والقبول، نعم إن الناس ليحبون من يحسن إليهم ولو بكلمة طيبة أو ابتسامة صادقة، ولا يحبون من يهينهم ويسيء إليهم وبتكبره يرى الناس كأنهم ذباب، (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)
يقول الحسن البصري رحمه الله ان المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا تامل قول الحسن واربط بينه وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم( يحشر المتكبرون يوم القيامة كامثال الذر )
فالحمد لله تعلمنا أن المحبة أخلاق قبل ان تكون مشاعر وان الأحترام أساس اي تعامل مهما كان نوعه. ولكي يفرض الإحترام نفسه تكون هناك عقوبة له بتكبره وغطرسته فعندما يعاقب يعرف أن الله حق والإحترام واجب، ومن الامثلة، عدم الاحترام عندما تقفل بسيارتك على سيارة أخرى قد يكون هناك شخص مضطر وأنت عائق له، ومع الاسف حتى عند مواقف المساجد البعض لايبالي يوقف سيارته كيف ماشاء فهذا كله عدم الاحترام بالانظمة والقوانين فهنا يستاهل العقوبة او المخالفة لكي يعرف معنى الإحترام وبعدها يتأدب، هذه امثلة من فيض،فإذا رأيت شخص قليل الأدب يقطف الزهور ثمّ يرميها.. فلا تتعجب فإنّ بعض البشر يقطفون قلوب الآخرين ثمّ يدوسونها بلا مشاعـر أو إحترام منزوعة الرحمة.
وأخيراً تفعيل القيم الإنسانية وتطبيقها في مجتمعنا أمر ضروري.فما أجمل وابلغ عندما ترتقى إلى هذه الثلاثة : إحترام الذات، إحترام الآخرين، إحترام جميع أفعالك.
*همسة *
احترم تُحترم
لأنه أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين