ليس كل من عرفته يمكن تصنيفه صديقًا، فالصداقة مفهومها جميل وواضح وعميق ومركز، تختلف عن الزمالة والجيرة والعشرة والقرابة، وقد يكون للشخص صديقٌ من الفئات السابقة.
الأصدقاء إن قلوا فهو واحد وإن زادوا فهم ثلاثة، وأكثر من ذلك إفراط في العلاقات، وتخريب لحلقة الصداقة التي ينبغي لها المتانة والقوة.
ولابد أنك عرفت مع الأيام بأن لاتعطي سرك سوى لصديق واحد فقط؛ لأنه إن جاوزكما ذاع، وأنَّ هناك نوع من الأسرار لايقال لأي شخص كان.
الأصدقاء نبادلهم المحبة والإخلاص والوفاء، ولم نتخذهم أصدقاء إلا بعد أن محصتنا صروف الدهر، وأصبحنا نلمع في أعين بعضنا، لكن أحد هؤلاء الأصدقاء الذين تحبهم- وهو الراعي لعنوان المقال -قد يشكل عبئًا عليك، فهو لايقدر الظروف ولا يقبل الأعذار، بل كأنه لايسمعها، ويلح في طلبه حتى تشعر كأنه يقول لك أنت كاذب ليس لديك عذر أو مبرر، ويصر على طلبه إصرارًا عجيبًا كأنه طفل تشبَّث بلعبة ليست له، وقد يثور غضبًا، وربما ينقطع عن التواصل معك لفترة تعبيرًا عن موقفه، هل مرَّ عليك صديق مثله؟ وكيف تعاملت معه؟
بالتأكيد التعامل الناجح مع مثل هذا النوع من الأصدقاء هو الابتعاد قليلا وترك مسافة كافية تبعد عنك الأذى، مع الحذر من طول البعد أو القطيعة، لأننا نتحدث هنا عن صديق تحبه ويحبك وتقدره ويقدرك، ابتعد قليلا وكن على يقين بأن رأيه سيستقيم بعد اعوجاج، وسيعود إليك مشتاقًا، وستفرح بعودته، وسيكرر فعلته، وستصبر عليه مرة أخرى؛ لأن فيه صفات أخرى جميلة ومميزة هي من جعلتك تختاره صديقًا.