في مسيرتي الفاعلة في زيارة وسائل التواصل الاجتماعي، وبما يطلق عليها مسميات مختلفة أتخيّر منها ما يتناسب مع توجهاتي وشخصي وتفضيلاتي.
بدأت ألحظ ما يأتي مكتوبًا عن لسان حال الدنيا متجليًا في طرق التعبير، والتفسير لاحتياجات دفينة داخل النفس، ومما لا يجرؤ المعلّق هنا على التعبير على العامّة إنما متخفيًا بمعرّف قد لا يشبهه.
بدئًا من صاحب المحتوى الذي يعاني عقدة نقص تجدها واضحة جليّة في العرض بعبارات عنصرية، أو يسيء بها إلى نفسه متمنيًا من المتابعين إقناعه بأنه على خطأ، وأنه يملك بما لم يقتنع منذ الأساس بأنه يملك.
وتأتي التعليقات التي تمتلأ بالمشاعر وتفتقر إلى الحنكة في فهم ما يرمي إليه صاحب المحتوى بالتصفيق والتهليل والتأمين على ما يُنْكر، ويختبئ بين هؤلاء رامي السهام!!
سهام الكره والتعنصر، سهام مسمومة بعبارات أسوأ مما يجب ترمي على النفس كومة من الإحباط والشعور بالعجز والخجل.
كلّ هذا لا غرابة فيه، الصعقة تنطلق من نفسي الأمّارة التي تشتهي أن تقذف هذا، وتشجب فعل ذاك، وتنعت الكاذب في وجهه، وتفضح عجز المريض منهم.. ما الفائدة؟
عدوى الكلمة القذرة التي تنطلق من اللسان بإمكانها أن تطلق كلمة جميلة، أو لا تنطق من الأصل
إما أن تقل خيرًا أو لتصمت، الكلمة البذيئة التي تخرج من اللسان ما هي إلا نتاج فقر أخلاق وعلم وتربية، شعور بالنقص كذلك يجعلني أرمي كل ما يطاله ذلك اللسان بأبشع التعليقات... ولست كذلك
لمَ لا نتخير ألفاظنا؛ فالكلمة الجميلة الطيبة تبقى أثرًا ذا فروع عطرة تبهج النفس وتقرع في الروح الغبطة، ما الفائدة التي تعود عليّ حين أتجرأ على نفسي وأتلفظ بما لا يليق!
ما أحوجنا إلى حقيقة رقيقة يهديها إلينا القاصي والداني، من يعرفنا ومن لا يعرفنا، إن لم تكن حقيقة فالصمت أبجل.
ولا ننسى.. أننا نكبّ على وجوهنا من حصاد ألسنتنا
سيدة الميزان