لن يكفي رفع القبعة او العقال فقط ، لأمهات او اخوات كن مثالا وقدوة لكل أم وأخت وابنة وزوجة، التميز الحقيقي الذي تحققه أم أحمد قد تجده في أمهات أخريات لكنهن قلائل، وقلائل من تكون أم أحمد ولا تتسم بهذه الصفات، استعرض أمام مخيلتي من اعرف منهن (أم أحمد) فمنهن، أخت والدي عمتي ومرضعتي (أمي بالرضاع) رحمها الله، اما ام احمد ( الثانية ) فهي أم لصديقي أحمد، اسال الله لها الصحة والعافية وحسن الخاتمة ، التي اعتبرها وأتعامل معها وتعاملني، وهي بمثابة المغفور لها -بإذن الله- والدتي.
أما أم أحمد التي أعنيها هنا، فقد وافاها الأجل أمس بعد صراع مع المرض، أنها زوجة أحد أبناء عمومتي (سعيد)، وأعزي نفسي قبله وقبل ان أعزي أبناءها وإخوانها، فقد كانت هذه الفاضلة التي لا تعرف القراءة ولا الكتابة، أحسن مربية وأحسن زوجة وأحسن من كان في قريتي من الفاضلات، كانت تتميز بخلق رفيع ومعرفة وعقل كبير، وذات دين وتعامل وإنسانية وتربية قل أن تجدها فيما يسمى بالزمن الجميل؛ فضلا عما نعرفه اليوم، أنجبت عددا من الأبناء الذكور والبنات، جميعهم على دين، وخلق وأخلاق وعلم وتميز، فقد أحسنت رحمها الله في تربيتهم على المكارم والأخلاق الحميدة، فكانت نعم الكنة لوالد زوجها ونعم الحماة لوالدته رحمهم الله جميعاً، مهامها المتعددة لم تنقص عنايتها بهما، رغم قساوة الأيام (أيام شح المعيشة)، ومهمة تربية الأبناء وخدمة الزوج وكثرة الضيوف من أهل الزوج وأقاربه، تعمل بلطف وسعادة ورحابة صدر وكرم أخلاق وبطيبة نفس، تتعامل مع الكل وكأنه المفضل والوحيد أو الوحيدة من بنات وأبناء أخوات الزوج.
رحلت وتركت خلفها مؤلفات ومجلدات ودروس تحكى ويتناقلها كل يعرفها، في فن التربية والأخلاق والعفة والدين والجود والكرم.
رحمك الله يالفاضلة الغالية العزيزة، ورحم الله كل الفاضلات من النماذج المشرفة، اللواتي منحونا دروساً في المعرفة والعلم والسلوك والأخلاق، دون أن يكتبن حرفا اويحرزن شهادات.
عبدالرحمن عون .