كلنا نعلم جيدًا أن المال زينة الحياة الدنيا وعصب الحياة، ووسيلة لتأمين متطلبات الحياة لينعم الإنسان بحياة كريمة ويحفظ له مكانة في مجتمعه،
وهو رزق من أرزاق الله الذي فضل به بعضنا على بعض، كما أن للمال أثرًا جليًا في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية وزيادة الصلة، وذلك إذا ما أحسن استغلاله وتوظيفه بحيث يتحول إلى مصدر لسعادة الإنسان، ونعمة إذا أحسن استغلالها.
ولا شك أن هناك كثير من الأساسيات تعتمد على المال ولكن توجد أشياء لا تشترى بها أبدا ولا تخفى عن الجميع كالسعادة والحب والصداقة والأخوة والصحة وغيرها كثير، فما بال البعض أصبح المال نقمة عليهم؟! بسببه فُسدت العلاقات الاجتماعية وتقطعت والروابط الأسرية وفقد نعمة العافية وامتلأت أسرة المستشفيات ودور العجزة وغيرها الكثير.
كم قصص رواها أهل المحاماة وشهدت لها جدران المحاكم من معارك من أجل المال لقد تقاطعوا الأخوة بسبب الميراث، وكم من البعض كادوا يفقدون صحتهم بسبب النزاع حوله!!؟ فالكثير من المشاكل سببها المال، وكم من قضايا اكتظت بها المحاكم، وكم من بيوت هدمت بسببه، وتقاتلوا بسببه بالأمس كانوا يد واحدة واليوم غرباء.
ما هو مفهوم المال في نظر من يتصارع من أجله فهل سأل نفسه "هل المال جلب لَهُ السعادة؟".
كما نعلم أن السعادة هي الشعور بالرضا، وفي معظم مواقف الحياة، يمكننا أن نكون سعداء بطرق مختلفة بأن نكون سعداء في حالة التواجد مع من نحبهم، أو القيام بشيء نحبه لأنفسنا، وأيضا القيام بمعروف لشخص ما، كل هذا الوضع سيجعلنا نشعر بالسعادة والمال لا علاقة له بهذا.
هل معقول يخسر بعضهم بعض أجل حفنة دراهم؟ ويكون في صراع دائم ومشاكل لا تنتهي إلا بخسارة أحدهم أو تشتتهم ولا ينفع بعدها
الندم.
لو المال هو الرزق كله لأصبح كل البشر يكنزون الذهب والفضة ولا حاجة أحدًا لأحد وإنما هي فتنة ليختبر بها العبد فيما ينفقه ولما أنفقه وليس لنخسر من أجله من نحب.
في آخر الختام، ينبغي أن نؤمن أن المال لا يمكن أن يشتري السعادة بل يمكن أن يكون سببا للبؤس والمعاناة فاحتووا أحبتكم جيدًا فالمال يذهب ويعود ولكنهم لن يعودا!