يُوفِي الحياةَ جمالَها رَيْعَانُها
ويظلُّ ينفُثُ سِحرَها رَيْحَانُها
اللَّحظةُ البيضاءُ مشرِقُها الرِّضا
مُذ طرَّزَتْ حُلَلَ السَّماءِ جُمَانُها
مُذْ لوَّحَتْ بالحبِّ غادَتُها التي
أغوى انثيالَ حنينِها إنسانُها
ما استشرفت بالوِدِّ إلا مسرَحًا
لِلْبَدْرِ يَنْشُرُ ضَوءَهُ شِريَانُها
شَمَخَتْ هُنَاكَ على ابتهالاتِ النَّدى
وتَصدَّرَتْ عينَ الضُّحى أفْنَانُها
يارِقَّةَ الأنسامِ عندَ سرورِها
وسلامَ عَطْرٍ ساقَهُ هتَّانُها !
مالونُها المنسوجُ من لونِ السَّنا
إلا البهاءُ تقاسَمَتْهُ حِسانُها
دِيَمٌ من الإلهامِ ينضُدُهَا الصَّفَا
ويطوفُ حولَ جمالِها بُستانُها
اللَّحظةُ البيضاءُ...يدركُ سِرَّها
طُهرُ القلوبِ وبِرُّها وحَنانُها
عند السُرى ... بين الذرا
يشدو الصدى
ترنيمَةً نَفَثَ النَّقَا وِجدانُها
كانتْ وكانَ بقاؤها الوعدَ الذي
لَبِسَ الوفاء وتاجُهُ إحسانُها
فسطا الصقيعُ على اصفرارِ شحوبِها
وغدا يوسوِسُ سِرَّهَا شيطانُها
غابَ البياضُ عنِ البياضِ وصارَ مِن
لونِ السوادِ زمانُها ومكانُها
أميرة صبياني