إن المملكة العربية السعودية خدمتها للإسلام والمسلمين هي شغلها الشاغل منذ نشأتها على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله- إلى يومنا هذا .
مامن موضع لبنة لبناء جسر التواصل والتقارب بين المسلمين إلا وللملكة فضل في ذلك ، فمن مؤسسات ومراكز إلى مساجد في أنحاء المعمورة تشهد بذلك.
لقد استمر ت السعودية في آداء رسالتها نحو الإسلام بحب وشغف ، ولكن ا ستطاع دعاة التطرف والإرهاب أن يتاجروا باسم الجمعيات والمنظمات التي هي بعيدة عن الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب ، وصار الآخر ينظر إلى الإسلام نظرة الكراهية نتيجة فساد المفسدين الذين اتخذوا الاسلام ذريعة للوصول إلى غاياتهم السيئة .
فلما أدركت المملكة العربية السعودية دورها الريادي في دعم التضامن الإسلامي ، وترتيب العمل الإسلامي القائم على التسامح والتعاون واحترام الآخر قامت بتشكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والارشاد ، لتكون هي المرجعية الشرعية في توجيه الدعوة وإعداد الدعاة لافي داخل المملكة وإنما في العالم أجمع .
فتحركت قافلة الإصلاح في الوزارة معلنة براءة الإسلام من الإرهاب والتطرف ، وأن العمل الدعوي ينبغي من له الكفاءة القيام بذلك ، وليس لكل من هب ودب ، ولا يجمع بين الرواية والدراية ، فقطعت الوزارة مسافة بعيدة في مدة قصيرة نحو تحقيق الأهداف والغايات .
واليوم فتحت الوزارة صفحة جديدة في تاريخها ، وذلك بإسناد أمرها إلى قامع المفسدين ، فاقدي الإنسانية ، سفكة دماء الابرياء ، من جعلوا الارهاب لباسهم ، والتطرف رداءهم، إنه معالي الدكتور الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله .
هو رجل المسؤولية ، صاحب همة عظيمة ، سيرته محمودة ، يتعامل مع الكل بالحكمة والموعظة الحسنة ، وإن طلبته نهارا وجدته مستعدا، وإن كان ليلا وجدته ساهرا في متابعة الأحداث بصدق وعزم وهمة وإخلاص.
شعوره بالمسؤولية جعله ينظر إلى أن دورالمملكة العربية السعودية في دعم القضايا الإسلامية بارز أمام العالم ، فقام بتوحيد مواضيع خطبة الجمعة في المملكة لتكون الخطب في تناول القضايا المستجدة وذلك باختيار الكلمة الطيبة النافعة التي لها أثر في النفوس مصداقا لقول الله تعالى ( وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولابليغا).
ومما يعرقل العمل الإسلامي القائم على الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب تلك الجماعات التي تتخذ الإسلام شعارا لتحقيق مآرب أخرى ، فكان موقفه موقفا علنيا في مواجهتها كجماعة الإخوان المسلمين ، من حيث اعتلائهم على المنابر ، والإستيلاء على المؤسسات التعليمية والإعلامية .
وفي لقائه - حفظه الله - مع صحيفة ( سبق ) فجر قنبلة من المعيار الثقيل على الإرهابيين جميها بمستوياتهم وطبقاتهم في استئصال جذورهم ، وذلك جزاء مايقومون به حول تشويه سمعة ديننا الحنيف .
وكان في حديثه حديث مصلح مرشد له باع طويل في ميدان العمل الإسلامي لما أشار إلى بيان هيئة كبار علماء المملكة العربية السعودية حول إرهابية جماعة الإخوان المسلمين على أنه بيان صدر من هيئة علمية شرعية تضم كوكبة من العلماء البارزين ، من يجمعون بين الرواية والدراية ، ويدركون كرامة الإنسانية التي جاءت الاديان كلها باحترامها ، والعكس من ذلك الإعتداء عليها ظلم وعدوان مبين .
وهو موقف ينبغي لكل العاملين في الحقل الإسلامي اليوم الإلتزام به ، لأن ذلك مما يحقق السلام العالمي الذي نفتقده اليوم ، وذلك بسسب الجمود الفكري القائم على الكراهية للغير .
إن جهوده بحق شهد لها الكثير ، وهاهي الوزارة الخارجية الامريكية تنشر تقريرا في وصف المملكة العربية السعودية على أنها في مقدمة الدول المحاربة للإرهاب والدعوة إلى التسامح والتعايش بين الأمم والمجتمعات ، وكل ذلك - بعد الله - ثمرة جهود معالي الوزير آل الشيخ في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا