اتخذت العديد من دول العالم ومن ضمنها مملكتنا الغالية قرار التعليم عن بعد كأجراء احترازي للحد من انتشار فايروس كورونا مع ضمان استمرار العملية التعليمية بفاعلية وجودة , حيث اصبحت هذه العملية الحل النموذجي لمشكلة إخلاء مباني المؤسسات التعليمية من الطلاب والطالبات لعدم اختلاطهم , فعملية التعليم عن بعد تحتاج إلى جهد أكبر وإلى تطوير مهارات الطرفين ( الملقي و المتلقي ) .
فيجب على الملقي وهو المعلم أن يضع في اعتباره ان الطالب في منزله ليس الطالب الذي في الفصل حيث وجود الحرية والكثير من الاشياء التي قد تشغله عن التركيز وعليه ايضاً ان يعلم أن الاباء لديهم اعمالهم وغير قادرين على المساعدة كثيراً , فعليه ان يهتم بمهارة الإلقاء والعروض التقديمية التي لا تحتاج إلى مساعدة الأهل كثيراً وإتاحة الفرصة للحوار المتبادل لشد انتباه الطالب والتركيز على مضمون الدرس .و استحداث الأساليب التعليمية الحديثة التي تفعل عقلية الطالب وتدمجه في العملية التعليمة بحب وتشويق بعيدا عن الروتين والملل والإرهاق وأن ينتقي الأسلوب الذي يجد أنه تناسب مع طلبته وسرعة التفاعل بإشراك الطالب ويجعله من يقدم في أغلب الأحيان المعلومة والأفكار لا أن يتلقاها فقط .
وكما يجب على المتلقي وهو الطالب أن يستشعر الجدية في حضوره ومتابعته ويعلم جيداً بأن كل شيء مرصود سواء إيجاباً أو سلباً .
وهناك أيضاً مسؤولية كبيرة على عاتق الأهل في البيت وذلك باستشعار أهمية المتابعة والحضور وتهيئة الجو المناسب للطالب أو الطالبة لمتابعة الشرح عبر المنصة . وشعوره بأنه يعيش داخل مجتمع تفاعلي وليس وحيدا أمام منصة إلكترونية .
فعلى الجميع أن يعلم ان للعلم قداسة ومكانة منبعها الدين فإن ربطنا هذا المفهوم في عقلية الطالب بدأ من أسرته ومدرسته ومجتمعه فيرى أن إقباله على العلم هو واجب وفرض ديني قبل أن يكون واجب دنيوي سيكون ذلك أكثر تأثيرا في حثه على الحرص و المتابعة والحضور بكل جدية مما يعود عليه بالنفع و الفهم .
نسال الله تعالى ان يبارك الجهود وأن يزيل هذا الوباء عن مملكتنا الغالية وجميع سائر بلاد المسلمين , ونشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على حرصهما وتسخير المال من اجل سلامة المواطن والمقيم .
وفق الله جميع أبنائنا وبناتنا للخير , وكل عام ,انتم بخير