عادة ما يتم التكريم منا والاعتراف بالفضل بعد الله لمن يرحل عنا إلى مثواه الأخير، وهذا التكريم الناقص المبتور ليس للراحل عنا، إنما هو جزء من نفاق مجتمعي للأحياء (فالراحل) قد رحل (وجزاؤه) وتكريمه من مولاه.
إذن ما هو التكريم بعد الرحيل وما هو البكاء وما هو العويل؟
في نظري المتواضع: ليس إلاّ كفارة وتبريرا عن الخطأ الذي ارتكب في حق الراحل، وإعلانا عن التقصير عن عمل لم يتخذ في حينه، وغبط للجهود وندم على ما فات من زلل وإعلان الندم، فلا بأس ولا مشكلة.
لكن يبقى السؤال: لماذا لم نتعظ ونعتبر ونستفيد من اخطاء الماضي؟ لنغير في عاداتنا وسلوكنا وتعاملنا مع بعضنا بحفظ الحقوق والإشادة بالإنجاز والعطاء لمن يقدم ويبذل الجهود سواء على النطاق الأسري الضيق أو الإطار المجتمعي الأوسع في المنطقة أو الوطن الأكبر؟
لا شك أن معظم الناس بدا يتنبه لذلك وكذلك بعض المسوؤلين وخاصة في هذا العهد الذي بدأ يغشاه التنوير ومحاربة الفساد بشكل حازم، غير ان السباقين هم السابقون.
صاحب السمو الملكي الأمير: حسام بن سعود أمير منطقة الباحة من الرواد الذين لم يفوتوا فرصة تكريم من يستحق التكريم بمنطقة الباحة، ولذلك فهو على مدار العام لم يتوانى في زياراته وأداء واجباته ومشاركة المسؤولين والأهالي في الإنجازات المتحققة.
لفت انتباهي مؤخرا تكريم رجل الاعمال: الوطني البار وابن المنطقة/سعيد العنقري. هذا الرجل الوفي الذي لم يدع مجالا من مجالات العطاء إلا وكان الداعم الرئيس إن لم يكن شريكا فاعلا فيه ليس في المنطقة فحسب لكن على مستوى المملكة وخارجها.
لم ولن اعدد مآثره الغنية عن التعريف لمنجزاته التي تتحدث عن نفسها، هو لا يحب المفاخرة والظهور لشخصه، لكن أعماله ومنجزاته فضحته، مثله لا يكرم على مستوى المنطقة رغم ما لهذا التكريم من شرف وتقدير واعتبار، وهو واجب له يستحقه من المنطقة التي تدين له بالفضل بعد الله فيما قدمه ويقدمه لأرضها ويدين له إنسانها، يعرفه امير المنطقة ومشايخها بدوره الكبير الذي قد لا يصعب على رجال أعمال غيره ان يحذوا حذوه في التبرعات وأعمال الخير والبناء والإنجاز لكن من الصعوبة بمكان على غيره أن ينجز ما أنجزه هذا الرجل في شتى المجالات الأخرى المتعددة والشاملة سواء في مجال الفكر والأدب، أو العلوم أو البناء والتشييد أو الرياضة وبناء الإنسان.
حبذا لو يكرم هذا الإنسان على مستوى المملكة لأن التكريم ليس للمكرم فحسب -رغم جدارته واستحقاقه- لكنه تكريم لكل مخلص ومعطاء ووفي لوطنه، وصاحب إسهام كبير في الفكر والأدب والثقافة, والمنجزات الحضارية، وهذا قد لا يخفى على سمو الأمير، وهذه واحدة من أحد أروع أهداف الرؤية والتي يتبناها سموه وتعمل بها القيادة، لكن ما نأمله يا سمو الأمير هو المسارعة في تكريم الأحياء ليزداد العطاء ويعم الرخاء، فأبناء هذا الشعب لديهم اعلى درجات الوفاء، وذلك كما تعلمون أجدى وأنفع من التكريم بعد فوات الأوان، مع صادق الدعاء لسمو الأمير ولصاحب الأيادي البيضاء وكل الأوفياء بالصحة والسعادة وطول العمر.