بداية، أوجه شكري الجزيل الى جميع المعلمين اللذين يبذلون قصارى جهدهم مع فلذات اكبادنا . على كراسي الدراسة في المدارس الحكومية، كانت لدينا لوحات حلوة و مريرة، وكان المعلم هو الفنان الذي رسمها. كنت بصحبة الأصدقاء القدامى اللذين تشاركنا معا حصصاً دراسية منوعة و الغريب في الامر ان معظمنا نسى ما تعلمه من المعلمين ولكننا لم ننسى قط اخلاقهم معنا. بعضهم كان كالأب الحنون رفيق بالتعامل و يجزل بالنصح في كل أمور الحياة، وبعضهم كان اقرب لحارس سجون لديه مهمة ينجزها. الطلاب سواء كان لين العود مثل الابتدائي او مشاكس كالمتوسط او قارب للرجولة في الثانوي يظل ابن لهذا الوطن يحتاج الدعم والتوجيه بطريقة سلسة مفهومة لينة. الا يكفينا معلم البشرية، سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام حين قال : إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ وقال إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ.
واعتبر نفسي محظوظا انه قد درست في متوسطة المدير ( صديق جمال الليل رحمه الله ) الذي كان بحق اخ كبير و ووالد لكل طلاب مدرسته حتى انه اجتمع معنا يوما وقال: اتوني بملاحظاتكم على المعلمين! هذا المعلم الفذ سبر زمانه و عاش حقبه لم تعيي فكره ونحن اليوم نرى تلك الأفكار كيف تبني التعليم.
امر اخر هو الأسئلة التي يتفنن بعض المعلمين بقذفنا بها كالمدافع او أكاليل الورد فترحمنا على من ترفق بنا وصمتنا احتراما لحرمة الميت عمن عذبنا بها. حين اطلعت على أسئلة ابني بمادة الرياضيات (متوسط ) و قد رسم المعلم أسلوب ( صح ام خطأ) الذي يلغي كل جهود الطالب في الوصول الى الإجابة الصحيحة ولا أهمية للخطوات في هذا الأسلوب الصعب، تفاجأت بكمية ذكية جدا من التلاعب بالأسئلة مما ذكرني بأسلوب دكاترة جامعة الملك فهد البترول والمعادن والتي تحتاج لطالب فطن جدا كي يختار الإجابة الصحيحة. هذا التعقيد قد يقصم ظهر الطالب للوصول الى أهدافه خاصة وهو لا يزال كالبرعم اليافع الذي يحتاج التشجيع والدعم اكثر ما يكون. فترة الامتحان ليس فترة انتقام علي كتل من الحزن القديمة
ختاماً ليكن هم المعلمون تخريج معلمين وليس طلاب